فقدنا – معشر إخوتنا الندويين – أمينا ربانيا

يا أستاذنا سيظل ذكرك في قلوبنا خالدًا
19 مايو, 2025
علم من أعلام الهند الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي
19 مايو, 2025

فقدنا – معشر إخوتنا الندويين – أمينا ربانيا

محمد إنتخاب الندوي

سألني أحد من الطلاب عن الشيخ السيد جعفرمسعود الندوي من كان هو؟

أجبته قائلاً إنه–أخي العزيز–من أسرة الشيخ قطب الدين محمد بن أحمد المدني، وكانت أم الشيخ قطب الدين بنت الإمام الشيخ عبدالقادر الجيلاني ويصل نسبه من الطرفين إلى السيد عبدالله المحض بن السيد الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وكان من الأسرة التي شارك رجالها في الجهاد ونال الكثير منهم شرف الشهادة في سبيل الله، إنه نشأ وترعرع في بيئة علمية حتى صار شمسا بازغة في النهار وبدرا كاملا في الليل.

طرح الطالب سؤالا آخر عن إسهاماته متعرفا عليها.

فقلت له إن الشيخ جعفر مسعود الندوي مازال مشتغلا بالتدريس والكتابة حتى صار من أولئك العلماء البارزين الذين كانوا ذوي مآثر باسقات يعطر نشر ذكراها القرون، والذين قال عنهم القرآن الكريم “مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ رِجَالٌ صَدَقُوْا مَا عَاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِۚ–فَمِنْهُمْ مَّنْ قَضى نَحْبَه ومِنْهُمْ مَّنْ يَّنْتَظِرُ ومَا بَدَّلُوْا تَبْدِيْلًا” لا شك أن الشيخ جعفر كان من الكتاب الإسلامين الممتازين بأدبهم الرائع وأسلوبهم الساحر وأفكارهم النزيهة وعباراتهم اللطيفة الجذابة وطرق معالجتهم للقضايا المعاصرة، إنه كان من الذين اختاروا أسلوبا عربيا بليغا وقام بكتاباته لنصرة النظرة الإسلامية بعيدا عن اكتساب الجاه وحسن السمعة كما تدل على ذلك المقالات المنثورة في “الرائد” و”تعمير حيات”.

سأل الطالب: أي شيء من الشيخ أعجبك؟

أجبته قائلاً إنني أقول لك ما قال الدكتور يوسف القرضاوي عن العلامة أبي الحسن الندوي “إن الشيخ جعفر جعل همه في البناء لا الهدم، والجمع لا التفريق”هذا هو الشئ المهم الذي جعله الأمين العام لندوة العلماء، فسعدت بوجوده الميمون وسارت على الدرب السليم.

وزدته علما بأن الشيخ جعفر كان حسن السياسة والتدبير، يحلم في موضع الحلم ويشتد في موضع الشدة، لا يتكلم في غير حاجة، ويتألم بواقع المسلمين ويحرص على إصلاحهم وإنهاضهم، إنه كان في ازدياد يوما فيوما علما ومعرفة ولكن الأسف الشديد حينما كانت الأمة في أمس حاجة إلى من يقرب بين علماء المذاهب، ويرفع الجفوة من بينهم ويقصر الفجوة بين الطوائف الإسلامية وينسق الجهود في إصلاح التعليم والمسلمين ويطور مناهج الدرس حدثت حادثة شقت القلوب وأبكت العيون لا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله ولا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى.

فيا معشر إخوتنا الندويين! فقدنا أمينا ربانيا في صورة الشيخ جعفر مسعود الحسني الندوي تغمده الله برحمته الواسعة وأنزل عليه شآبيب الرحمة.

×