الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي

دموع على الفقيد السيد محمد جعفر الحسني الندوي رحمه الله
19 مايو, 2025
الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي في سلطنة عمان
19 مايو, 2025

الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي

أبو بكر الصديق الفيضي الندوي(*)

(*) (شيرور– كاسركود، كيرلا)، عضو المجلس الدولي للعربية.

تلقينا ببالغ الأسى والحزن وفاة السيد العزيز على كل قلب، الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي، الأمين العام للندوة ورئيس التحرير لصحيفة “الرائد” العربية الصادرة من ندوة العلماء، تغمده الله بوافر رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

«إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيئ عنده بأجل مسمى»

كان خبر وفاته صدمة لكل من يعرفه من قرب أو بعد٬ لأن الجميع رأوا فيه ميراث أسلافه وبشارة خدماتهم وإنجازاتهم الجليلة. ولكن قضاء الله سبق أن استدعاه إلى حضرته القدسية في أجله المحدد وقبل أوانه المترقب من ذويه ومحبيه ورفقائه.

إنني إذ أتجرع كأس الحزن بوفاته الآن٬ يتخيل في خلدي تلك الأيام الدراسية التي قضيتها في دار العلوم لندوة العلماء في الشوط الثاني من الثمانينات٬ حيث كنت طالبا في الدراسات العليا للأدب العربي وهو في قسم الشريعة – حسب ظني – لم تكن بيننا آصرة الصداقة أو التعارف على الأقل ولكن كان أمثالي يرونه ويشاهدونه من بعد بكل محبة وإعجاب وبكل فخر وإجلال، لأنه كان نجل شيخنا العزيز وأستاذنا الكريم الشيخ واضح الرشيد الندوي – رحمه الله رحمة واسعة – وحامل لواء أسلافه. وكنا نشاهد ونلاحظ الشيخ المذكور وأخاه الشيخ الجليل محمد الرابع الحسني الندوي يسيران كل يوم من مسكنهما في أمين آباد إلى رحاب ندوة العلماء، يمشيان على أرجلهما يتبادلان الحديث بكل رفق وكرم، كأنهما صديقان حميمان. وعرفنا فيما بعد أن ابن الشيخ واضح رشيد الندوي تزوج من ابنة أخيه الأكبر الشيخ الرابع الندوي، وكان الشاب النجيب الناضج السيد جعفر مسعود الندوي عريس ذلك العقد الميمون، فصار الشاب الفاضل إبنا لكلا الأخوين.

وارتحل عنا الشيخان الجليلان قبل عدة سنوات بعد أن جاوزا الثمانين من عمرهما والآن أصبح ابنهما العزيز وخلفهما في العلم والأدب والرياسة، بعد أن قضى فترة محدودة– نسبيا– من عمره العامر بأعمال جليلة وانجازات وافرة، أصبح أثرا بعد عين وذكرا يَذكره كل من عرفه وسمع عنه بكل لوعة وإكرام.

وكان آخر ما وقع عيني من آثاره العلمية والأدبية، التي تزخر بها المجلات والكتب، مقالته المتصدرة في مجلة الرائد–العدد12من سنة 66– التي تحمل اسم المغفور له كرئيس التحرير لها بعنوان “لا يتغير الوضع حتى يغيروا ما بأنفسهم.”

كان الفقيد حفيد الأخت لسماحة الشيخ السيد أبي الحسن الحسني الندوي رحمه الله وأحد مفاخر ندوة العلماء علما وشرفا وإخلاصا ووفاء للأمة ولدار العلوم ندوة العلماء. رحم الله الفقيد وأكرم مثواه وأسكنه الفردوس الأعلى مع المتقين الأبرار وأنتج من ذريته وأسرته خلفا يذكِّر سلفه الكرام، كما قال الشاعر العربي:

“إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول”
×