بين العلم والعقل في حياة الإنسان!

من وحي الصيام
2 أبريل, 2023
وغرس طاب غارسه فطابا
3 سبتمبر, 2023

بين العلم والعقل في حياة الإنسان!

سعيد الأعظمي الندوي

إنما يتميز الإنسان بين خلق الله تعالى بالعلم والعقل، فلولا هذان المركزان المتميزان، لم يك هناك فرق واضح بين الإنسان الذي اختاره الله سبحانه لإبلاغ واقع الحياة في الدنيا وأساليب مسئوليات العلم والعقل إلى كافة الأنواع من الناس، وقد بيّن الله تعالى بغاية من الوضوح وقال: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” [الحجرات:13].

وقد وضح الله تعالى أن هناك فرقًا واضحًا بين الإيمان والإسلام فقال تعالى: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا، وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ” [الحجرات:13–14] من هذه الآية الكريمة نستطيع أن نميز الفرق بين من يدعي بالإيمان ولكنه لا يعرف معنى الإسلام فإن بينهما فرقًا وضحه الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم.

ذلك إن الإنسان الذي يعلن بإسلامه وينادي بأنه مسلم في كل مكان ومناسبة فلا يوثق بأنه يعرف معنى الإسلام، ويفرض جميع إيحاءاته ويضعها في “أسلمنا” فقد يكون هناك آخر لا يدري للإسلام معنى ولكنه يرى أن هناك طائفة من الناس تذكر أنها من فئة المسلمين وجماعتهم، ولكنه هو نفسه لا يتعمق معنى الإسلام ولا يعرف تلك العوامل التي يحتوي عليها هذا الدين، ولا يكون لديه مفهوم الإسلام سوى فرقة من الناس تعيش بين معاشر المسلمين وعمرانهم غير أن يكون لديه معنى واضح للأعمال التي تلازم الإنسان لجلب مرضاة الله تعالى، لا لكي يقال إنه مسلم من فرقة كذا أوجماعة من الناس يعتقدون أنهم خلقوا في بيئة المسلمين، وإن لم يكن لهم أي صلة بالأعمال التي تحتم على الإنسان واجبات الدين وفرائض الحياة التي يمثلها المؤمن السليم الذي يعتقد بأن الدين الذي جاء به نبينا الأخير محمد صلى الله عليه وسلم واتبتعه جماعات من الناس الذين يعتقدون أنهم خلقوا في بيئة إسلامية ينتمي أهلها إلى الإسلام الدائم الكامل الذي جاء بها خاتم النبيين وأعلن عنه الله تعالى في كتابه الدائم القائم فقال: إن الدين عند الله الإسلام.

وبذلك تتوافر جماعة من الناس تعلن بأنها من هذه الجماعة التي بعثها الله سبحانه مع خاتم النبيين وليست هناك جماعة وليس هناك دين وليس هناك كتاب وليس هناك نبي أكرم بلقب خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم إنما هو الإسلام الدين الكامل الباقي إلى يوم الدين وليس هناك كتاب إنما هو كتاب الله الأخير القرآن الكريم الذي أنزل الله تعالى على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وليس هناك إسلام سوى ما أنزله الله تعالى على نبيه الكريم الأخير محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا نستطيع أن نعلن بصراحة أن الإيمان حياتنا التي يعيش فيها الإيمان وليست حياتنا إعلانًا بالإسلام وتسجيلاً باسم المسلم في دفاتر الحكومة أو الدعاة إلى الأديان الإنسانية، فقد قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” [الحجرات:13].

فالعبرة كل العبرة بالتقوى التي تسري في كل جزء من أجزاء الحياة وفي كل علم وعمل، أما ما عدا ذلك فلا عبرة به في دين الله الأخير، يقول الله تعالى:

“قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ” [الحجرات:14].

×