العلامة المحدث عبد الرحمن المباركفوري ومزايا كتابه ” تحفة الأحوذي”
7 سبتمبر, 2022منهج الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي في الفكر والدعوة (12)
25 سبتمبر, 2022الشيخ مسعود علي الندوي
مبين أحمد الأعظمي الندوي
صاحبنا -اليوم- الشيخ مسعود علي الندوي -رحمه الله- ليس من الكتاب البارعين ولا من الصحفيين البارزين ولا من المفسرين ولا من المحدثين ولا من الفقهاء أو الأدباء أو الخطباء الذين طبق صيتهم الآفاق وبلغوا في علومهم ومعارفهم أبعد الغايات، إلا أنه رجل ذو ذكاء وإبداع، وله مواهب كثيرة تتنوع في مختلف المجالات: السياسة، والاجتماع، والتصميم والتخطيط، والإدارة، والتربية. الأمر الذي جعله محبوبا لدى أهل زمانه. ومن أمثلة تصميمه؛ الوضع الأول لمسجد ندوة العلماء (عيّنه مشرفاً على بناءه رئيسُ ندوة العلماء الأسبق الدكتور عبدالعلي الحسني رحمه الله)، ومسجدُ دارالمصنفين، وأبنيتها، ومسجد مدرسة الإصلاح الكائنة في سرائمير، ودار ضيوفها، ومكتب ماليتها، ورواقها القديم، وقاعة المؤتمرات لكلية شبلي الواقعة في أعظم جراه. أما جهوده لندوة العلماء فأليق بأن تسطر بمداد من ذهب، يقول السيد أبوالحسن علي الحسني الندوي: ربما شهد تاريخ ندوة العلماء مراحل خطيرة لم يتمكن من اجتيازها إلا بذكاءه، وحضور بديهته، وشخصيته ذات التأثير”.
مولده ونشأته ودراسته:
ولد الشيخ مسعود علي الندوي في قرية بهياره من مديرية باره بنكي من ولاية أترابراديش سنة 1889م. ودرس دراسته الابتدائية في بيته، ثم التحق بدارالعلوم لندوة العلماء سنة 1904م، وتخرج فيها سنة 1913م.
في دارالمصنفين:
وبعد أن توفي أستاذه العلامة شبلي النعماني قضى الشيخ مسعود علي الندوي شهوراً في مدينة أعظم جراه بشأن دارالمصنفين أكاديمية شبلي النعماني وأولاها جُل اهتمامه؛ يقوم عليها، ويدير أمورها، ويكمل نقائصها، ويوفر لها ما تحتاج إليه، لأنها كانت -آنذاك- في بداية أمرها. فكان هو المدير الإداري الأول لتلك الأكاديمية. وكان في ذلك عوناً للعلامة السيد سليمان الندوي رحمه الله.
الأنشطة الاجتماعية والسياسية:
له شغف بالسياسة والاجتماع، فكان يساهم باهتمام كبير في برامج حزب المؤتمر الوطني (Congress)، ومجلس الخلافة، وجمعية العلماء بالهند. وكما يقول السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي: إنه جمع أكثر من تسعين ألف روبية تبرعاً من مديرية أعظم جراه وأرسلها لحركة الخلافة، وبحكم أنشطته السياسية والاجتماعية، كانت له علاقة ودية ورابطة قوية بأبطال كفاح تحرير الهند وزعماء الهند آنذاك، فكان مقره بمثابة غرفة جلوس لأكثر صناديد البلاد وسراتها وزعماءها وعلماءها وناشطيها على سبيل الدوام، يجذبهم إليه حديثه الممتع، وذكاءه المفرط، وعارضته القوية، ومزاحه اللطيف، مع عذوبة لسانه، ورحابة صدره، وسماحة قلبه، وكرامة نفسه، وصلاح فكره، وإصابة رأيه.
وفاته:
أصابه الفالج غير مرة، وأصبح طريح الفراش، وقضى مدة طويلة ينازع الموت، حتى مات 27 من أغسطس سنة 1967م، ودُفن إلى جانب رأس أستاذه العلامة شبلي النعماني على بعد قريب من جهة الشمال في مقبرة دار المصنفين أكاديمية شبلي.