منهج الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي في الفكر والدعوة (11)
7 سبتمبر, 2022الشيخ مسعود علي الندوي
7 سبتمبر, 2022العلامة المحدث عبد الرحمن المباركفوري ومزايا كتابه ” تحفة الأحوذي”
كتبه : د أبو سحبان روح القدس الندوي
هو أبو العلي عبد الرحمن بن عبد الرحيم (1283-1353هـ) أحد العلماء المشهورين، أخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، وأسند عن الشيخ حسين بن محسن الأنصاري اليماني، والقاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري، وأقام عند العلامة الشيخ شمس الحق العظيم آبادي ثلاث سنين ، وأعانه في تكميل” عون المعبود”، خدم المباركفوري علم الحديث تدريساً وتأليفًا وشرحًا، كان متضلعًا من علوم الحديث، متميزًا بـمعرفة أنواعه وعلله، وكان له كعب عال في معرفة أسماء الرجال وفن الجرح والتعديل، وطبقات المحدثين وتخريج الأحاديث.
ألّف “تحفة الأحوذي” في شرح جامع الترمذي في أربع مجلدات كبار، وأفرد جزءً بالمقدمة وقد وقع هذا الكتاب من علماء هذا الشأن موقعًا كبيرًا. انتهى ملخصًا من “نزهة الخواطر” 8: 259، 260ط 1413هـ.
أما مزايا “تحفة الأحوذي” فقد سرد بعضها بالاختصار تلميذ المؤلف الشيخ عبيد الله الرحماني (1327-1414هـ) في اعتنائه بكتاب والده الشيخ عبد السلام المباركفوري (1289-1342هـ) المسمى “سيرة البخاري” (ص: 413-414، ط بنارس 1407هـ مترجمًا إلى العربية) ما نصه:
1- التزم ذكر ترجمة مناسبة لكل راو في “جامع الترمذي” ثم رتب فهرسًا شاملًا لجميع الرواة على حروف الهجاء في مقدمة الشرح مع بيان موضع ترجمته في أصل الكتاب.
2- التزم تخريج جميع أحاديث جامع الترمذي أي بين المصادر الأخرى والكتب التي أخرجت فيها تلك الأحاديث غيرجامع الترمذي.
3- خرّج تلك الأحاديث التي أشار إليها الترمذي بقوله: وفي الباب”، تخريجًا مفصلًا حتى ذكر ألفاظها أيضًا في الغالب، وأضاف إليها أحاديث أخرى أيضًا لها صلة بالموضوع.
4- اشتهر الإمام الترمذي بالتساهل في تصحيح الأحاديث وتحسينها، لذلك التزم المؤلف ذكر أقوال أئمة الحديث الآخرين في تلك الأحاديث، وبيّن ما تساهل فيه الإمام الترمذي في تصحيح الأحاديث وتحسينها في مواضعها.
5- اعتنى بإيضاح وحل المشكلات في السند أو المتن.
6- اعتنى بشرح الأحاديث وتوضيحها والرد على التأويلات الباطلة الواهية التي اعتمد عليها المقلدون الجامدون أو أهل الأهواء لحمل تلك الأحاديث على مذاهبهم وأهوائهم، وبيّن المعنى الصحيح الواقع من تلك الأحاديث التي اعتمدها السلف الصالحون والفقهاء المحدثون من المعاني والمطالب.
7- وفيما يتعلق بالاختلاف بين المذاهب ذكر أدلة كل مذهب ورجح الحق ونصره وأيده، وأجاب عن شبهات المذاهب المرجوحة بأجوبة مقنعة شافية.
8-اعتنى في بعض المواضع بنقد لطيف رائع على “آثار السنن” للنيموي وغيره.
وللمباركفوري مقدمة مفصلة لشرحه المذكور، تشتمل على بابين وخاتمة.
ففي الباب الأول: واحد وأربعون فصلا، جمع فيه فوائد نادرة ومهمة مفيدة فيما يتعلق بفنون الحديث، وكتب الحديث، وأئمة الحديث.
والباب الثاني: يشتمل على سبعة عشر فصلا، وجمع فيها فوائد عزيزة الوجود، غريزة الفائدة، شديد الأهمية فيما يتعلق بالإمام الترمذي وجامعه فقط. كما ذكرت في المقدمة تراجم 115 من أئمة الحديث والتفسير والفقه واللغة.
قلت: وقد طبعت المقدمة في مجلد مع “تحفة الأحوذي” قديماً،ثم اعتنى بها الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي رحمه الله ونشرها باسم” فوائد في علوم الحديث وكتبه وأهله”، واستدرك عليها وزاد زيادات مفيدة، طبعت في مكتبة دار المنهاج بالرياض سنة 1431هـ ، توجد هذه الطبعة أيضاً في مكتبة العلامة شبلي النعماني بندوة العلماء.