شهر رمضان موسم خير وبركة وارتياح للقلوب
16 أبريل, 2022رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم
26 يونيو, 2022طاقة أقوى من الطاقة المادية
الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي
إن الوحدة والانسجام ووحدة العمل للأهداف المشتركة لمن أقوى الوسائل التي تعتنى باختيارها واستخدامها دول العالم اليوم، وتكتسب بذلك نفعًا عظيمًا في مجالات حياتها المختلفة، ولكن الأمم الإسلامية بقيت متغافلة عن هذه القوة الإنسانية الهائلة التي كانت بوسع هذه الأمم أكثر من كل الأمم الأخرى في العالم، ولقد كانت الأمم الأخرى تخاف من الأمة الإسلامية هذه القوة وهذا الاتجاه، لأنها رأت أثرها ونتائجها في تاريخ المسملين السابق، ولذلك كان ما كان من أمم العالم الراقية اليوم من جهود ومحاولات للقضاء على كل شعور من المسلمين نحو هذا الهدف، وعلى كل محاولة يقوم بها المسلمون نحو هذا الاتجاه .
وقد ورثت الأمة الإسلامية عن أسلافها العظماء صلاحيات قيادية،هي أعظم وأسمى في مستواها من صلاحيات الأمم الأخرى في التاريخ، ولكن الشعوب الإسلامية لم تؤد دورها نحو الاستفادة بهذه الصلاحيات واستخدامها لصالح أهدافها الخاصة أو المشتركة، فلا يزال البون بعيداً كل البعد بين أسلاف المسلمين العباقرة العظام وبين أخلافهم العائشين اليوم.
لا شك أن المسلمين اليوم أصبحوا يشعرون بضرورة السير نحو هذا المدى،وذلك يبشر بخير، ويبعث على الأمل غير أن القوة التي تنفخ في مثل هذه المحاولات كل حياة، وتعمل فيها كما تعمل الكهرباء في تحريك الأجسام الميكانيكية، هو الإيمان الذي حمل أسلافنا العظماء منه مقدارًا عظيمًا جدًا، وبه استطاعوا أن يصبحوا طاقة إنسانية هائلة قل نظيرها في تاريخ الإنسان في سرعة نجاحها، وبعد مداها، وعمق تأثيرها .
ولقد كانت هذه القوة الإيمانية هي التي وعد الله عليها بالنصر، وبشر عليها بالغلبة والظهور، فقد قال:) وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين( (آل عمران:139).
فالعظمة والعلو مكتوب للمسلمين بشرط أن يحملوا في أنفسهم الطاقة الإيمانية التي حملها المسلمون الأولون، فكان لهم ما كان، ولم يضرهم مع وجود هذا الإيمان أن وسائلهم ومعداتهم المادية كانت أقل من وسائل عدوهم ومعداته، ولقد حصلت أكثر انتصارات الإسلام لأبنائه في الحال التي كان رجاله فيها أقل عدداً و عدّة من عدوهم.
وهذا الإيمان حينما يفقد أو يضعف فقد يقع ما وقع في التاريخ الإسلامي نفسه من ذلة وهوان للمسلمين مع وجود وسائل مادية قد تكون كفيلة بالنجاح .