الدعاء النبوي مرآة صادقة للعبودية والاستسلام
24 ديسمبر, 2024فضل مجالس الذكر والعلم
عبد الرشيد الندوي
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذلك. قال: أما إني لم أستحلِفكم تهمة لكم، وما كان أحدٌ بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلَّ عنه حديثًا مني، وإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقةٍ من أصحابه، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذلك. قال: أما إني لم أستحلِفكم تهمة لكم، ولكنَّه أَتاني جبريلُ فأخبرني أن الله عزَّ وجلَّ يُباهِي بكم الملائكة.
تخريج الحديث: أخرجه مسلم (2701)، والنسائي 8/249، والترمذي (3676)، وأحمد (16835)، وابن حبان (813).
شرح المفردات: قال القاضي عياض في “إكمال المعلم”: “إن الله يُباهِي بهم الملائكة” معناه: يظهر فضلهم لهم، ويريهم حسن عملهم، ويثني عليهم عندهم. وأصل “البهاء” هو الحسن والجمال.
وقال النووي: “قولُهُ: لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ” هي بفتح الهاء وإسكانها، وهي فُعلةٌ وفُعَلَةٌ من الوهم، والتاء بدل من الواو. “واتَّهَمْتُهُ به” إذا ظننت به ذلك.
شرح الحديث:
يستفاد من هذا الحديث الشريف:
فضل مجالس الذكر:
هذه المجالس لها مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى؛ حيث يُباهِي الله بها الملائكة، ويُظهر لهم فضل الجالسين فيها.
إخلاص النية في العبادة:
الصحابة كانوا جالسين لذكر الله فقط، وهذا يبرز أهمية الإخلاص في النية عند أداء العبادات. المسلم يجب أن يكون مخلصًا في عبادته لله سبحانه وتعالى.
التأكيد على حسن الظن:
ينفي معاوية رضي الله عنه التهمة أو الشك في نية الصحابة، وهذا يبرز أهمية حسن الظن بالمسلمين، وتجنب سوء الظن.
الطمأنينة في العبادة:
إخبار النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بأن الله يُباهِي بهم الملائكة يعطيهم شعورًا بالطمأنينة، مما يحفزهم على الاستمرار في عبادتهم.