هيهات لا يأتي الزمان بمثله
20 مايو, 2025رحيل نجم أضاء سماء العلم والإصلاح
20 مايو, 2025جعفر الطيار
حسن الأمراني
| يا لداعٍ للمعالي قد دَعَا | وهْو ما سلّمَ حتى ودَّعا |
| والمعالي مُرْتَقى الغَيْمِ، وما | غَيْر ذي العزْمِ إليه ارتفَعا |
| أهو ندبٌ؟ أم عزاء موجعٌ؟ | أم ترى التأبين قلباً صدَعا؟ |
| هيه، مسعودُ، لقدْ ذكَّرْتنا | بابن مسعودٍ وساقَيْهِ معا |
| فهما أثقل من رضوى، ومن | أحُدٍ لو يرْعَوي قلبٌ وعى |
| هذه الدنيا كتابٌ مُشْرَعٌ | فاقرأ اليوم كتاباً مُشْرَعا |
| كلُّ حيٍّ سوف يفنى وغداً | يعْتَلي الحيُّ سَرِيراً بلْقعا |
| أترى كسرى لخُلْدٍ عرْشُهُ؟ | أمْ سرير الفقر يبقى موجعا؟ |
| جعفرٌ سنَّ يراعاً فرمَى | منهُ بغْياً فهوى وانصدعا |
| ومِدادُ الحقِّ سيفٌ قاطعٌ | كلُّ أعمى مدركٌ ما قطعا |
| أيقظَ الأمّة من غفلتها | وغدا (الرائدَ) يهْدي من سعى |
| هو ما كان بكيئا حِبرهُ | لا ولا شحّ نداه مرتَعا |
| رَحِمُ العلمِ ندًى بلّلَها | لم ينلْ عذْقَ السُّهى مرتبعا |
| فاسكب الدمع يداً ضارعةً | للذي يرحم من قد ضرعا |
| يا شراعاً فلْكُ نوح شرعُهُ | أنقَذَ الفُلْكَ دعاءٌ سُمِعا |
| * * * * * | |
| رحم الله فتى ودّعَنا | مثل بدر في السُّرى إذْ ودّعا |
| رفع اللهُ له قدراً فقدْ | كان غُصْناً حَسَنِيّاً أينعا |
| واسمه الطَّيَّارُ قد ذكَّرَنا | مؤتةً كانتْ له مضطجَعا |
| فاضت الجيمُ جلالا من هُدًى | والهدى كوكبُ فضلٍ سطعا |
| ومن العَيْن عيُونٌ فُجِّرَتْ | تخذ النّادي نداها مَشرعا |
| هل رأى من قبلُ من رام السَّنا | سدرةَ العافين أضحت مُرْضِعا؟ |
| وإذا الفاءُ استدارتْ كفمٍ | سبّح اللهَ فكن مسْتمعا |
| ففمُ التّسبيح نخلٌ طلعُه | في روابي الخلْد تقوى أطلعا |
| وأصِخْ للراء زانتْ سورةً | صارت الأبصارُ منها خُشّعا |
| (كلّ أمرٍ مستقرٌّ) إنّما | أمْرهُ الأمرُ، فكنْ مُتّبِعا |
| يا ابن مسعود أفِضْ رؤْيا على | أرض “لكنو” تَجِدِ الصَّخْرَ وعى |
| فبها الفُصحى استوتْ قلعَتُها | خاب من يطلُب أن تُقْتَلعا |
| فاستجيبوا أو فويْل للذي | لم يكنْ مِن سمعِه منْتَفعا |
| صاحبيْ دربي، لقد أضوى الهَوى | عاشِقَ النّور، وأضنى المجمعَا |
| بلّغا عنّي (وثيقاً) ذا العُرى | أنّ أشجاني نَزَحْنَ الأدْمُعا |
| وفؤادي في الدّياجي خاشعٌ | من تُرى يُسْعِف قلباً خشَعا؟ |
| وإذا طالَ بدنيايَ السُّرى | وكأنّي صرت فيها تُبّعا |
| وبُنَيّاتُ سبيلي جمّةٌ | فاعتسفْ كابن الوليدِ الأربُعا |
| يا رحيماً سجَدَ القَلْبُ لهُ | وله، لا لسواه، ركَعا |
| عجّل اللهم لقيانا بمنْ | يبتغي ظلّكَ روضا مُمْرعا |
| وإذا ما جَمَحَتْ نفْسُ الفَتى | فاتّخذْني لك عبْدا طيّعا |
وجدة:12 شعبان 1446/11 فبراير 2024

