الشيخ جعفر مسعود الحسني الندوي
20 مايو, 2025جعفر الطيار
20 مايو, 2025هيهات لا يأتي الزمان بمثله
محمد يوسف حسن(*)
(*) السنة الثالثة العالية من الشريعة، دار العلوم لندوة العلماء بلكناؤ
فاجأنا النبأ المفجع الحزين المفتت للأكباد بعد صلاة العشاء 15 من شهر رجب 1446هـ أن الأستاذ الفاضل الأمين العام لندوة العلماء ورئيس التحرير لصحيفة “الرائد” جعفر مسعود الحسني الندوي كان يسافر على الدراجة النارية حينما نزل لشغله صدمته سيارة فانتقل إلى رحمة الله وما كان يخشى أنه سيفارقنا على عجل ولم تصدق القلوب والألسنة أهكذا فعل به وانتشر نعي الشيخ سريعًا وقلنا بما لقّانا الله “إنا لله وإنا إليه راجعون” وجال بخواطرنا ما قال النبي صلى الله عليه وسلم “إذ قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة”.
ولد الشيخ في 13 من شهر سبتمبر 1960م بمديرية رائي بريلي في ولاية أترابراديش في بيت السادات الحسنيين وتربى على والده الشيخ واضح رشيد الحسني الندوي ونال من شفقة أبيه وأساتذته الكبار ما جعله جديرًا بالمؤهلات العلمية والصحفية والتاريخية والفكرية، وحفظ القرآن الكريم في صباه في تكيه كلان ودلهي والتحق بدار العلوم التابعة لندوة العلماء وأقبل على البراعة في اللغة العربية ثم استفاد من جامعة لكناؤ وجامعة الملك السعود فزادت براعته في اللغة العربية.
كان الشيخ الندوي خير خلف لخير سلف، موفقًا في أعماله ونشاطاته، وكان الشيخ يجمع في شخصيته صفات متنوعة ومزايا مختلفة، فكان عالمًا ربانيًا، وقائدًا دينيًا وأستاذًا شفوقًا، وواعظًا قديرًا وصحافيًا بارعًا وإداريًا خبيرًا وفي جانب كان متميزًا بمكارم الأخلاق، كان تواضعه مثل الأرض وفكره مثل البحر وإخلاصه مثل الجبل وعلو همته مثل السماء.
كانت رسالة حياته الدعوة والإصلاح وبناء الإنسانية وإعادة المجد السابق والعزّ الفائت للمسلمين، ألّف وترجم عددًا من الكتب مثل كتب “في مسيرة الحياة” و”الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي: حياته ومنهجه في الدعوة” و”الإمام المحدث محمد زكريا الكاندهلوي: ومآثره العلمية” و”دعوة للسائل والتفكير” و”بصائر” و”أخي العزيز”.
كم أذكر لشيخنا من مآثر وحسنات في حياته، وكان يخطب خطبًا وكلمات نابعة من قرارة القلب تؤثر تأثيرًا كبيرًا، وكان الشيخ على طراز أبيه لا يأخذ من الرواتب المادية شيئًا غير أنها يبذل أوقاته لخدمة دار العلوم التابعة لندوة العلماء وكان يقضي حياة نموذجية بسيطة حتى جاءه الأجل المحتوم.
حينما انتشر نعي الشيخ سارع الناس صباح يوم الخميس إلى زاوية الشيخ علم الله الحسني وقررت صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر ثم وري جسده في قبره على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هيهات لا يأتي الزمان بمثله | إن الزمان بمثله لبخيل |
رحمه الله رحمة واسعة وأغدق عليه شآبيب رحمته وأدخله فصيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر الجميل.