الفقيد الغالي: الأخ العزيز جعفر مسعود الندوي

أخونا العزيز الشيخ جعفر مسعود الحسني الندوي في ضوء كتابه “خواطر”
12 أبريل, 2025

الفقيد الغالي: الأخ العزيز جعفر مسعود الندوي

محمد إقبال مسعود الندوي (كندا)

علاقتي مع الأخ العلامة جعفر مسعود الحسني الندوي علاقة أشهر معدودات، التقيت به في جامعة الهداية بجيفور حيث حضرت في مؤتمر الأدب الإسلامي وقد فاتني الحضور في اللقاءات السابقة وكتب الله لي أن أشارك في مؤتمر جيفور على دعوة خاصة من العلامة فضل الرحيم المجددي، وكان الحضور من العلماء والأدباء، وحضرت جلسات اليوم الأول والثاني، وقد التقيت ببعض الكتاب المرموقين وتعرفت على عديد منهم واستمتعت بخطبهم ومقالاتهم ومشاركاتهم.

والتقيت بالأخ العزيز جعفر مسعود الحسني الندوي أول مرة، فقد سمعت عنه وعن دوره الريادي في إدارة شؤون ندوة العلماء ودار العلوم التابعة لها ومعرفتي به معرفة قليلة وشحيحة سوى أنه الإبن البار للعلامة محمد واضح رشيد الحسني الندوي رحمه الله وهو الذي تشرفت باللقاءات معه في أيام زياراته العديدة مع العلامة القدوة أبي الحسن علي الحسني الندوي وكأنني أحببته حبًا لدماثة خلقه، وسعة علمه، وقلة كلامه بجانب فكره الثاقب وملاحظاته العميقة، وتعامله مع الأصاغر معاملة الند بالند، وسنحت لي فرصة الزيارة لندوة العلماء، فبادرت بزيارة العلامة محمد واضح رشيد الحسني الندوي ورحب بي ليس في مكتبه فقط بل أخذني للجولة بنفسه بين مباني الندوة وكلياتها ولا أقول علاقتي معه كانت علاقة الصديق مع الصديق ولا علاقة التلميذ مع أستاذه ولكن كانت علاقة الإجلال والاحترام.

وحينما التقيت بالأخ جعفر مسعود الندوي فكأنني أرى فيه ملامح والده وصفاته فرحب بي بحفارة وجلس معي ثم وجّه لي الدعوة الخاصة لزيارة ندوة العلماء، وكأن الله فتح باب القبول فدعاني العلامة الفقيه، عتيق السنبهلي للمشاركة في المؤتمر الفقهي في ندوة العلماء، وبالفعل عقدت العزم وشاركت فيه بمقالين ولكن اللقاء كان حافزًا مع السيد الفاضل محمد بلال عبدالحي الحسني ومع جعفر مسعود الندوي، وبالفعل اجتمعت معهما وسمعت منهما ما يهمني من أخبار ندوة العلماء وخدماتها في مجال العلم والتعليم.

ولا أخفى عليكم أني جئت ندوة العلماء بعد سنوات فقد حضرت أيام العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي ثم في أيام الأستاذ الغالي محمد الرابع الحسني الندوي كأنني غبت من ندوة العلماء جسدًا وحضورًا ولكني عشت معها ومع أساتذتها وعلمائها روحًا وفكرًا وخيرًا وحينما زرت هذه المرة في نوفمبر 2024م فنمت في الرغبة الصادقة والقوية أن أزورها قريباً وأجتمع مع هذين الأخوين الكريمين، وقد كلف أخي الغالي جعفر صاحبه الأخ العزيز محمد وثيق الندوي بإكرامنا، فقام بتيسير أمورنا وتوفير وسائل راحتنا خير قيام.

ورجعت كندا وكنت أحمل ذكريات هذه الزيارة، وتبادلت مع الأخ الفاضل د. سعيد الرحمن فيضي الندوي ما دار بيننا وبين المسئولين في ندوة العلماء وأساتذتها فجاءني خبر صاعق بوفاة جعفر مسعود الحسني الندوي.

فالله أعلم بنا وبمصيرنا وبحياتنا وبمكانتنا عند الله ولعل الله يلهمنا الصبر على أنه استأثر به علينا، فرحمه الله رحمة واسعة، وأتمنى أن أحمله في ذكرياتي حيًا طريًا ويكرمه بطيب المقام في جنات الله سبحانه وتعالى وجمعنا معه في أحسن المقام.

×