حادثه فاجعة سكبت دموعنا وصدّعت أكبادنا

نجم ساطع في سماء ندوة العلماء
18 مايو, 2025
العالم الأديب السيد جعفر مسعود الحسني الندوي
18 مايو, 2025

حادثه فاجعة سكبت دموعنا وصدّعت أكبادنا

د/ محمد وسيم الصديقي الندوي

كان السيد جعفر مسعود الحسني الندوي – رحمه الله – من كبار كتّاب الأمة الإسلامية وأدبائها الذين أنجبتهم ندوه العلماء في زمن قريب، كان نجل الشيخ الأديب النحرير والصحافي الإسلامي الكبير محمد واضح رشيد الحسني الندوي.

والشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي من أحب وأعز أساتذتنا حيثما يدرس ويكتب الجواهر واللآلي بأسلوبه العذب السلسال وحينما أقرا مقالاته وكتاباته في الجرائد والمجلات والصحف أشعر بلذة عجيبة وبلاغة ساحرة تأخذ بمجامع قلوبنا.

كان السيد جعفر مسعود متصفا بصفات جميلة وميزات عظيمة، يمتاز بالعلم والأدب والنبوغ الفكري كما يمتاز بالتعبير البليغ والأسلوب الرائع البديع، يمتاز بالرأي السديد والفكر المنير، ويمتاز بالذهن الوقاد والذكاء الغواص، يقدم فكرا ثم يفهّمه بأساليب مختلفة وكان مرآة صادقة للإخلاص والتواضع والأخلاق والمروءة والكرم والعفاف حينما يلتقي بأحد من الناس سواء كان صغيرا أو كبيرا يلتقي بحفاوة بالغة ويحل مشاكله وقضاياه بصورة أرجح.

كانت له ملكة وقدرة على الكتابة باللغة العربية فإنه يكتب مقالات وافتتاحيات لصحيفة الرائد بلغة عذبة سلسة والقراء ينتظرون كتاباته ومقالاته ويقرأونها بشوق ورغبة وحينما يخطب يخطب كخطيب بارع مصقع كأن الألفاظ تتدفق من القلب وتؤثر على القلب، انه يعبر عن أحاسيسه ومشاعره بأساليب مختلفة وتعبيرات متنوعة حتى يجبر الإنسان على التفكر والتدبر فيما يقوله ويراه.

إنه كتب في صحيفه الرائد بعنوان يا اخي تحت ركن براعم الإيمان حوالي 15 سنة ثم صدرت هذه المقالات في صورة كتاب باسم (أخي العزيز) ونال القبول بين العلماء واسترعى اهتمام الطلاب به وله فيديوهات كثيرة مقبولة وحينما يكتب المقالات باللغة الأردية كأن أسلوبها أسلوب الأديب الأريب عبد الماجد الدريابادي.

كان يقوم بمسؤوليات شتى في مختلف المجالات مثل الأمين العام لندوة العلماء ورئيس التحرير لصحيفة “الرائد” ورئيس مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية في شبه القارة ويدرس المواضيع المختلفة مثل الحديث والتفسير والفكر الإسلامي وكان عضوًا في الجمعيات والمؤسسات والمدارس المختلفة في الولايات المختلفة ويؤدي مسؤوليته بجدارة، وكان خير معين للشيخ السيد بلال عبدالحي الحسني الندوي – حفظه الله ورعاه – رئيس ندوة العلماء العام في أعماله الإدارية والتعليمية والناس مطمئنون بأنه ملأ الفراغ الذي قد وقع بسبب وفاة الشيخ العلامة محمد الرابع الحسني الندوي والشيخ محمد حمزة الحسني الندوي لكن فوجئنا بوفاته بسبب حادث سير وفجعنا بغتة بفراقه وفقده فتصدعت أكبادنا وحزنت قلوبنا لكن أجل الله اذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون وكل شيء عنده بأجل مسمى.

غفر الله له وأسكنه في فسيح جنانه وأدخله الجنه يا رب العالمين وادخله في زمرة الشهداء والصالحين. حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا” [سورة النساء، الآية: 69].

×