الأسرة الإسلاميّة تحت تحدى اللبرالية

تحطم صنم هيبة إسرائيل
3 فبراير, 2024

الأسرة الإسلاميّة تحت تحدى اللبرالية

محمد أمان كي بي

كلية بستان العلوم العربية، مانيور

الإسلام، دين الانقياد والإذعان، ودين الفطرة السليمة والأمان، ولكن بعض الأفكار الغربيّة عم بأرضنا وطم، فانخدع الناس بأبواق الإعلام العلماني وتجاهروا على الدين معاديا لكل ما هو إسلامي، وتلطخت الأسر الإسلامية بالمبادئ اللبراليّة المزخرفة الزائفة، التي تدعو إلى الحرية المطلقة من كل القيود المفروضة على حرية الفرد، دينيّة واجتماعية وسياسية.

إن النظرة اللبرالية والإسلام نقيضان لن يجتمعا، وضدان لم يتّحدا، قل لي بربّك من له حق التحليل والتحريم، وما حكم الزنا والربا والخمر، فإن الإسلام يصرّح بأن الله هو خالق البشر وهو أعلم بمصلحته، وإنّ هذه الفواحش من كبائر الذنوب، ثم إن هؤلاء اللبراليين يحكمون بأغلبيّة الشعب حلالا وحراما، وحسنا ومنكرا، ويدعون إلى هدم الشريعة الإسلاميّة وإلغاءها، وحصرها في المساجد والعبادات وعزلها، فإن رجلا مسلما لا يكون لبراليا أبدا، كما لا يكون حيّا وميّتا في نفس الوقت، إمّا أنّه لا يعلم عن اللبرالية أو يكفر بشريعة الله الوهاجة ولو بجزء منها، يقول الله تعالى: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تتذكّرون، إن مقاصد هؤلاء اللبراليين وهدفهم الوحيد هو إلحاق الأسرة المسلمة بمناهج الغرب المتهتك الملحد الكافر، وصد الناس عن التمسك بتعاليم الكتاب والسنة الزاهر، كأن الحضارة لا تكون إلا بالكفر والإلحاد، وبالتهتك والفساد.

إنّ هذه النظريّة تفكك كل الروابط الأسريّة، وتفسد كل الآداب والمحاسن والأمن الاجتماعية، فهي تهبط الأسرة من سمو الأخلاق الإسلاميّة إلى حضيض الرذائل البهيميّة، بلغ الأمر أوجها إلى أنها تحارب العفاف والفضيلة، وتناضل الشيم الكريمة والنبيلة، وأنهم يعدون الحجاب ظلما للمرأة، فجردوها وجعلوها دمية للرقص في الملاهي الليليّة، ومادّة إعلانيّة لترويج السلع التجاريّة، أليس هذا بظلم فاحش.

إنّ كل من له أدنى درجة من الفكر والنبل يفهم في بادئ الأمر، بأن الإسلام دين كامل، ووحي ربّاني شامل، فلا يحتاج إلى المذهب البشري الّذي يحذف ويضيف، وإن اللبرالية فكرة معوجة ضالة تحمل في ذاتها مفسدة اجتماعية وسياسية، وتدعو إلى الإلحاد وتفسد الأسرة من القيم الأخلاقية، فتجعل كل فرد بهيمة لا تلتزم بدين، ووحوشا لا تلتصق بقواعد وأخلاق.

 

×