العلم النبوي حياة القلوب
17 يناير, 2024ليس منا من فعل ذلك (الحلقة الثانية)
1 فبراير, 2024ليس منا من فعل ذلك
عبد الرشيد الندوي
عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام. فأدخل يده فيها. فنالت أصابعه بللا. فقال “ما هذا يا صاحب الطعام؟ ” قال: أصابته السماء. يا رسول الله! قال ” أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني”
تخريج الحديث: أخرجه مسلم برقم (102) وأبو داود (3452) وأحمد (7292) والترمذي (1362)
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من خبب خادما على أهلها فليس منا، ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا.
تخريج الحديث: أخرجه البخاري في “التاريخ الكبير” 1/ 396، وأبو داود (2175) و(5170)، والبيهقي في “الشعب” (5433) (9214)، وابن حبان (568) و(5560) والنسائي في “الكبرى” (9170) وأحمد (9157).
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حمل علينا السلاح، فليس منا”.
تخريج الحديث: أخرجه البخاري (6874)، ومسلم (98)، وابن ماجه (2576)، والطيالسي (1828)، وعبد الرزاق (18681)، ووالنسائي في “الكبرى” (3563)، وفي “المجتبى” 7/ 177، وأبو يعلى (5827).
عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنها ستكون أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولا يرد علي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، وسيرد علي الحوض”.
تخريج الحديث: أخرجه أحمد في المسند برقم: (23260) والبزار في “مسنده” (2834)
والطبراني في “الأوسط” (8486) و”الكبير” (3020) وله شواهد عن عدة من الصحابة.
وعن عبد الله بن عمرو، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا”.
تخريج الحديث: أخرجه البخاري في “الأدب المفرد” (354)، وأبو داود (4943)، والبيهقي في “الشعب” (10976) وأحمد (7073) والحميدي (586)، وابن أبي شيبة 8/ 527.
تخريج الحديث: أخرجه مسلم برقم(1919) والروياني في مسنده (195) والطبراني في المعجم الكبير (17/ 318) برقم: (882)
شرح الحديث: الغش هنا يعني أن تخلط المتاع الجيد الطيب بالشيء الرديء الفاسد كما هو شائع في هذا العصر؛ لا يكاد يوجد المتاع الجيد الخالص، والتخبيب أن تهيج أحدا على آخر وتغريه به وتفسده عليه لكى لا يصحبه بالود والنصيحة والوفاء، وتصديق الظالم وإعانة الغاشم يعني الإسهام في الظلم ونشر الفساد في الأرض، وعدم الرحمة بالصغار والضعفاء يشير إلى قسوة القلب، وعدم توقيرالكبار والعلماء والصلحاء يعني الجفاء والبعد عن الأدب والمروءة، وإن هذه الأفعال والأوصاف كلها ذميمة لا ينبغى للمؤمن التلبس بها بل يجب الإقلاع منها والتوبة النصوح منها.
لا شك أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس منا” أو “ليس مني” يدل على غضبه وشدة موجدته ويشير إلى عظم المعصية وكبر الذنب وينذر مرتكب تلك الخطيئة بالشر المستطير والأمر الخطير والخطب الجسيم ويهدده تهديدا شديدا ويوعده وعيدا اكيدا وينادي عليه بالويل والثبور، ولذلك كان سفيان بن عيينة رحمه الله يكره تفسيره بأنه ليس على هدينا وطريقتنا وسنتنا وسيرتنا لأن ذلك يقلل من تأثير هذا القول ووقعه في القلوب والنفوس ويخفف من درجة حرارته، وهو يشبه في اسلوبه قول الوالد لولده الذي يخالف سيرته ويسلك غير مسلكه ويتبع غير سبيله ” لست مني”، فلو كان المسلم غيورا على دينه وشريعة ربه وسنة نبيه، حاملا لأدنى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرتكب هذه المعاصي ولم يقربها وجد في الهرب منها واجتهد لأنه يعلم أن النبي المجتبى صلى الله عليه وسلم قد أعلن بالبراءة من فاعل ذلك ونادى بقطع صلته منه! واي مؤمن يرضى بذلك ويقبله ويحتمله ؟! هذا مع العلم بان العلماء صرحوا أن مرتكب هذه الذنوب لا يكون كافرا إلا أن يكون مستحلا لها.
والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على رسوله وآله.