الأعمال والخصال المؤدية إلى الجنة

من ضمن لهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الجنة (2/الأخيرة)
4 أكتوبر, 2022
الخصال المؤدية إلى الجنة
26 نوفمبر, 2022

الأعمال والخصال المؤدية إلى الجنة

عبد الرشيد الندوي

عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول الله، إني إذا ‌رأيتك ‌طابت ‌نفسي وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء. فقال: ” كل شيء خلق من ماء ” قال: قلت: أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنة. قال: ” أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام.

تخريج الحديث: أخرجه أحمد (7932) واللفظ له، والبزار (9547) مختصراً، وابن حبان (2559) و(508) باختلاف يسير.قال الهيثمي في «مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» (5/ 16):

«رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا أَبِي مَيْمُونَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ».

عن معدان بن أَبي طلحة اليعمرى قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت: أخبرني بعمل أعمله ‌يدخلنى الله به الْجَنَّة، أو قال: قلت: بأحب الأعمال إلى الله. فسكت، ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن ذلك – رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: “عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة، قال ‌معدان: ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال لي ثوبان.

تخريج الحديث: رواه مسلم في صحيحه برقم (488) والترمذي في سننه كتاب (الصلاة) بال ما جاء في كثرة الركوع والسجود رقم 386 وابن ماجه في سننه ج 1 ص 457 رقم 1422 كتاب (الصلاة) باب (ما جاء في كثرة السجود) والنسائي في «السنن الكبرى – النسائي – ط الرسالة» (1/ 365): برقم (729) وابن خزيمة في صحيحه برقم: 316 قال المناوي في «فيض القدير» (4/ 334) بعد أن رمز بأنه أخرجه أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه: “قالوا كلهم قال معدان: لقيت ثوبان فقلت: أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ‌زاد ‌مسلم ‌والترمذي ‌ثم ‌لقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك” اهـ.

شرح الحديث: لا شك أن الفوز حق الفوز والفلاح كل الفلاح هو النجاة من النار ودخول الجنة كما قال الله تعالى: {‌فَمَنْ ‌زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185] وكان أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم موفقين مهديين جادين واقعيين حريصين على النجاح في الدارين، فكانت جل أسئلتهم مبنية على الجد والواقع، ودائرة حول الدين والإيمان ورضاء الرحمن وأعمال الجنة لكى يعملوا بها، وأعمال النار لكى يبتعدوا عنها، ولو نظرنا إلى أنفسنا وحاسبناها وقارنا بين حياتنا وحياتهم لوجدنا بونا شاسعا وفرقا واسعا، فقد ابتلينا بالاهتمام بما لا يعود علينا بطائل من الأمور الهامشية، وشغلنا بالقشور عن اللباب، وبالهزل عن الجد، وبالمظاهر والأشكال عن السرائرو البواطن.

×