ميزة الإنسان ودوره في الكائنات

العلم والدين والحضارة العالمية
7 سبتمبر, 2022
ميزة الإنسان ودوره في الكائنات (2)
4 أكتوبر, 2022

ميزة الإنسان ودوره في الكائنات

سعيد الأعظمي الندوي

هذا العالم الذي نعيش فيه اليوم يتزايد كل يوم بإنتاجات آلية يعرضها الناس بأسلوب شيق ويبرهنون بذلك على تقدم العلوم الميكانيكية والصناعات العلمية وبراعة العالم المادي في توسعة الحضارة الإنسانية، وقد أحرزت الدول المادية ثورة صناعية في المجال الحضاري الذي يتطلع إليه الناس من خلال دوافع الغبطة وصوغ الحياة في قالب العلم والحضارة التي عجز عن الوصول كثير من البلدان الصناعية التي تعتمد في نشر الفنون الإبداعية وتقليديها على الدول المادية التي تصبغ الحياة بكاملها بألوان مختلفة من الصناعة وتطويرها بإفراز آلات توسع المجالات والطرائق الطريفة للعالم المتخلف اليوم رغم وجود إمكانيات واسعة للتقدم إلى الأمام.

وليس ذلك الدافع محدودا بالصناعات والتمدين، وبتسهيل شؤون الحياة والاطلاع الواسع على مكنونات القدرة الإلهية، بل الواقع أن الإنسان المتمدن اليوم يجب أن يغير الإنسان ، ويخرجه من طبيعته البشرية الكامنة التي أودعها فيه خالق الإنسان والأكوان بكاملها، إنه يجب أن يتغير هذا الجنس البشري اليوم ،وينضم إلى الطوائف الإنسانية التي تكون بمعزل عن طبيعة الإنسان الصادق الذي يعرف بغاية من الوضوح أنه مخلوق عاقل يحتاج إلى العلم الذي يهديه إلى العقل البشري المستنير ، منذ أن خلقه الله سبحانه لبناء هذا الكون  وتقييم الحياة بقيم الإيمان والعمل الصالح الذي يرتضيه الله سبحانه ، وذلك ما جعله يرفض ذلك الخلاف الذي أبدته الملائكة “قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” [البقرة:30].

وقد قص علينا الله سبحانه وتعالى هذا الحوار الدائم الجليل وبينه في كتابه العظيم “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” [البقرة:30].

وهناك أكرم الله تعالى بني آدم أسماء جميع حاجيات الحياة التي يعشها في الدينا ثم عرضها على الملائكة “فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” [البقرة:31-32].

بهذه المكالمة القليلة تبرز مكانة الإنسان بإزاء الملائكة، فلولا العالم البشري الذي أراده البشر الذين أرداهم الله سبحانه لمصالح عالية لا يعلمها إلا الله تعالى.

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا” [الحجرات:13].

×