العلم والدين والحضارة العالمية

ماذا يعني قول الله سبحانه وتعالى “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ” (الحلقة الثانية)
21 أغسطس, 2022
ميزة الإنسان ودوره في الكائنات
25 سبتمبر, 2022

العلم والدين والحضارة العالمية

سعيد الأعظمي الندوي

إن الكائن الأرضي في هذا العالم الذي يتمتع بالعقل البشري ويعيش مع الكائنات البشرية التي تحقق كل ما يفتقر إليه من وسائل العيش بوحي من خالقه، ولذلك تتوافر وسائل الحياة وفق الطقس في كل منطقة من المناطق بأشكال مختلفة وصور متعددة، وأعتقد أن الزراعة كانت فوق جميع الاحتياجات الإنسانية، ولكن الصناعة تتزايد يومًا بعد يوم، ففي بلدان متعددة شغلت صناعات مختلفة جزءًا كبيرًا من أرضها وبقاعها، وأصبح الإنتاج الزراعي محدودًا للغاية، حتى اضطر المسؤولون إلى جلب القوت وحاجات الأكل والشرب من الأسواق التي أسسها الناس لهذا الغرض، ولكن الإنتاجات الطبيعية ليست كالمواد الصناعية التي تتوافر في جميع أنحاء العالم من خلال البلدان الصناعية، وتكون موثوقًا بها لدى الطوائف الإنسانية من أهل التجارات ممن يستوردون الحاجيات من الشركات الأجنبية التي تمثل الإنتاجات العالمية، وتنميها إلى الصناعة الذاتية رغمًا من توافرها من خلال الشركات التجارية الدولية التي تركز جميع الوسائل على تجميلها وعرضها في الأسواق العالمية بغطائها القشيب.

تتمثل أمامنا بين الدول الراقية صورة الولايات المتحدة الأمريكية التي تفوق في الصناعات من كل نوع بين دول العالم الكبرى ذات الحضارت الإنسانية والصناعية، وهي ذات عدد وجيه، ولكنها تعتبر في الصفوف الثانية في الدول الصناعية العالمية، وتمثل بعض النماذج من إنتاجاتها والصناعات التي تتلقاها دول العالم الصغيرة والكبيرة لإنجاز مشاريعها التي تعتبر ذات قيمة وأهمية في الأسواق الصناعية العالمية.

ومما يؤسف له أن زعماء الدول الكبرى التي تستحوذ على الجهات العالمية شرقًا وغربًا، لا يستخدمون أفكارهم فيمن منَّ عليهم بهذاالذكاء الخارق وفتح لهم الطريق إلى استخدام عقولهم في ترقية الحضارة التي بلغت بهم إلى سمعة عالمية كبيرة، يقول الله تعالى في كتابه العظيم “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” [الحجرات:15-16].

فلولا فضل الله تعالى على أصحاب العقول والصناعات لما كان هنا شيء من علم وحضارة،ولا دين ولا عقيدة، ومن هنا فإن مسؤلية أصحاب الدين والعقيدة تفرض عليهم أن يبلغوا أهمية العلم والدين إلى هولاء الجماعات الذين يتناسون واجبهم نحو الله العظيم الذي خلقهم وأكرمهم بالعلم والدين على السواء،وبالحسنات الدينية والدنوية، من غير تفريق،” وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ “. (الحجرات:16)

×