نماذج من مكارم الأخلاق

صفة المؤمن الصالح والفاجر الطالح عند الموت
3 سبتمبر, 2023
من سره أن يحصل له هذا فليفعل
31 أكتوبر, 2023

نماذج من مكارم الأخلاق

عبد الرشيد الندوي

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا ‌بُعِثْتُ ‌لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ”

تخريج الحديث: أخرجه البخاري في “الأدب المفرد” (273)، وابن أبي الدنيا في “مكارم الأخلاق” (13)، والحاكم 2/ 613، والبيهفي في “السنن” 10/ 192، وفي “الشعب” (7977) وأخرجه مالك في “الموطأ” بلاغاً 2/ 904

وعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي ‌بِتَمَامِ ‌مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَمَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ.

تخريج الحديث: أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (7/ 74) برقم:6895 وفي إسناده ضعف

وعن زيد بن أسلم مرسلا قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: “‌إنما ‌بعثت لأتمم صالح الأخلاق”

تخريج الحديث: أخرجه ابن أبي شيبة برقم: 33936 من ترقيم سعد بن ناصر

وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلَا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ ‌بَعَثَنِي ‌مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا.

تخريج الحديث: أخرجه مسلم برقم:1478 وأبو يعلى في مسنده برقم:2253 والبغوي في شرح السنة برقم: 2354

شرح الحديث: لقد أعلن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في هذا الحديث بغاية من الصراحة والوضوح والبيان أن الدعوة إلى الأخلاق الحسنة والأفعال النبيلة والخصال الجميلة والسجايا المحمودة من أهم مقاصد بعثته وأعظم غايات رسالته، ولذلك فقد جبله الله تعالى على مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، وضرب -عليه ألف ألف صلاة وسلام- في حياته الطيبة أمثلة رفيعة ونماذج سامية في حسن الأخلاق وطيب الخصال ودماثة الطباع، وإليك بعض القصص من هذا النوع:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ” كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ، ‌فَجَبَذَهُ ‌جَبْذَةً، حَتَّى رَأَيْتُ صَفْحَ – أَوْ صَفْحَةَ – عُنُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَعْطِنِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.أخرجه البخاري (3149) ومسلم (1057)، وابن ماجه (3553)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَقَاضَاهُ، فَأَغْلَظَ لَهُ، قَالَ: فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: ” دَعُوهُ، فَإِنَّ ‌لِصَاحِبِ ‌الْحَقِّ مَقَالًا ” قَالَ: ” اشْتَرُوا لَهُ بَعِيرًا فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ “، قَالُوا: لَا نَجِدُ إِلَّا سِنًّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ. قَالَ: ” فَاشْتَرُوهُ فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ، فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً ” أخرجه البخاري (2306) وابن ماجه (2423)، والترمذي (1317).

وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي ‌عَقْلِهَا شَيْءٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي حَاجَةٌ فَقَالَ: «يَا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيُّ الطَّرِيقِ شِئْتِ» فَقَامَ مَعَهَا يُنَاجِيهَا حَتَّى قَضَى ‌حَاجَتَهَا. أخرجه مسلم (2326)، وأبو داود (4819)

وهذا غيض من فيض مما قد زخرت به سيرته الزكية من نماذج الأخلاق.

×