أسوة حسنة للحياة الإنسانية
23 سبتمبر, 2024أمراض المجتمع وعلاجها (3)
23 سبتمبر, 2024رحيق القلم من وحي شهر ربيع الأول
د. غريب حمعة
يقول الإمام محمد الخضر حسين –رحمه الله–: كان العالم يتخبط فى ظلمات بعضها فوق بعض،ظلمة من الجهل،ظلمة من دناسة الأخلاق،ظلمة من منكر الأعمال فبعث الله المصطفي صلي الله عليه وسلم ليخرج الناس من هذه الظلمات إلى نور يسعي بين أيديهم فى الحياة الأولى ويهديهم السبيل إلى السعادة فى الحياة الآخرة.
جاهد المصطفى صلي الله عليه وسلم الجهل، وشرالجهل، عدم معرفة مبدع الكائنات بحق، وجاهد الأخلاق الرذيلة، فكره للنفوس الجزع والجبن والبخل والصغار والكبر والقسوة والأثرة، وعلمها الصبر والشجاعة والكرم والعزة والتواضع والرحمة والإيثار. علمها الصبر فهان عليها كل عسير، وعلمها الشجاعة فحقر أمامها كل خطير، وعلمها الكرم فجادت فى سبيل الخير بكل نفيس، وعلمها العزة فسمت الى مقام مجيد، وعلمها التواضع فتآلفت كل قلب سليم، وعلمها الرحمة والرحمة رباط التعاون والتآزر على تكاليف الحياة، وعلمها الإيثار والإيثار أقصي ما يبلغه الإنسان من مراتب الكمال.
رفع المصطفى صلى الله عليه وسلم أعلام العلم، وهدى إلى مكارم الأخلاق، ثم علم الإنسان كيف يعمل صالحًا ويعيش آمنًا وهو الذي أوحي إليه بأصول تجعل المدنية محكمة البناء وآداب تكسوها رونقًا وبهاء.
فاذا احتفلنا بذكري مولد الرسول الأكرم فإنما نحتفل بذكري منقذ العالم من ظلماته الثلاث.!!!
ونقول رحم الله الامام الخضر الحسني الذي ينتسب إلي الدوحة النبوية الطاهرة الشريفة. ونتساءل هل هناك زعيم أو رئيس أو ملك أو أمير نجح فيما نجح فيه رسول الله صلي الله عليه سلم، فأخرج للدنيا رجالا كصحابة رسول الله؟ وأين نحن ورثة هؤلاء الأبطال مابال العالم لا يأبه بنا ولا ينظر إلينا نظرة احترام؟ لقد فرطنا فى أعظم ميراث نبوي وذهبنا نتسول من على موائد اللئام، فأصبحنا أضيع من الأيتام على موائد اللئام.
أين أنتم يارجال محمد صلي الله عليه وسلم؟ أين أنتم ياحملة القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ يوم أن تطبقوا شرع الله وتتبعوا سنة محمد صلى الله عليه وسلم التي يحاربهامن يسمون أنفسهم كذبًا وزورًا “القرآنيون” لأن القرآن الذي أوصي باتباع سنته صلى الله فى قوله تعالي على سبيل المثال لا الحصر: “وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب” (الحشر:٧) ويوم أن تعملوا بكتاب الله وتتبعوا سنة رسول الله.. يومها يحق لكم أن تقولوا إننا رجال محمد صلى الله عليه وسلم.
تلك قطرة من وحي ربيع الأول ربيع الخير والهدي والنور