الإسلام الحقيقي الكامل
13 سبتمبر, 2020إن تهلك هذه العصابة لن تعبد
21 أكتوبر, 2020فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر
فتح عمرو بن العاص –رضي الله عنه-مصر التي كانت على ذروة في المدنية، وفي منتهى الخصب، والخضرة، ولكن لم يهدأ له بال ولم يسترح، ولم يطمئن لهذه الخضرة، والخصوبة، والثروة المعدنية، والحيوانية والطاقة البشرية، والثراء الذي كانت أرض مصر تزخر به، كأي فاتح يغتبط بفتح مثل هذا البلد، لأنه كان من خريجي المدرسة النبوية الشريفة، وسعد بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد فتح القرآن الكريم والتدبُّر فيه وصحبة الرسول صلى الله عليه وسلم عينيه ونور قلبه، وأحدث في نفسه سليقة و ذوقًا، وفراسة مؤمن، وفوق ذلك فراسة صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي فوق فراسة المؤمن، فنصح الفاتحين العرب المسلمين، وقال قولته المعروفة التي تجدر بأن تكتب بماء الذهب قال “أنتم في رباط دائم”، إنه نصحهم أن لا تغرنهم هذه الأرض المخصبة الخضراء، ولا تلهينهم عن دورهم ولا تشغلنهم عن الاحتراس والحذر، فليكونوا دائماً في رباط، أنهم في موقف إذا أغمضوا بصرهم برهة تداعي عليهم الأعداء الذين يتربصون بهم، فإنهم أصحاب رسالة، أصحاب دعوة، أصحاب سيرة وأخلاق، فإن أغفلوا هذه الدعوة والرسالة كان مصيرهم في خطر عظيم، فإن تفوقهم ينبع من اتباع هذه السيرة، وحمل هذه الرسالة، والأخلاق التي ورثوها من التربية النبوية، فإنهم لم يقدموا للأكل والشرب، ولا للتنعُّم وهي كلمة خالدة خرجت من لسان الفاتح العربي، الغيور، وهي جديرة بأن تكون رائدة كل مسلم:”أنتم في رباط دائم”.
( الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله تعالى)