ظاهرة إسلاموفوبيا، كيف نواجهها؟
13 سبتمبر, 2021وقفة تأمُّل
11 نوفمبر, 2021إلى الإسلام الذي فهمه خير أجيال هذه الأمة
جعفر مسعود الحسني الندوي
“أي إسلام تدعوننا إليه” سؤال يطرحه بعض من يدعون إلى الإسلام بما يرون من خلافات وتناقضات، تؤدي إلى صراعات حامية، واشتباكات دامية بين أتباعه، لا في الفروع والمتغيرات فحسب؛ بل في الأصول والثوابت، رغم أنهم يرددون صباحًا ومساءًا بصوت جهوري، وشعور بالإستعلاء، وبغاية من الاعتزاز والافتخار: “كتابنا واحد، ربنا واحد، نبينا واحد”. لكن الوحدة التي يحققها الإسلام بين من يدين به، تبعد عنهم كل البعد،ووزعتهم الأحزاب والمنظمات والهيئات، وفرقتهم المذاهب والزوايا، وطرق المشايخ، وكل منهم يدعي أنه على الحق، وكل من سواه على الباطل.
يواجه هذا السؤال المزعج كثير من الدعاة المسلمين الذين يشاركون في الندوات التي تضمهم مع العلمانيين والمتغربين، وتقام هذه الندوات لدراسة الأديان وإجراء الحوار بين أتباعها، فيلجأون إلى السقوط، ويهربون من مواجهة هذا السؤال الذي يقلق بالهم ويدعوهم للتفكير.
إن المعارضين للإسلام لا يستطيعون أن يهاجموا الإسلام ويطعنوا فيه وينالوا منه، ويصفوه بما يشوه صورته إلا أن يقولوا إن الإسلام لا يسمح للمرأة أن تتوظف في شركة، وأن تترشح لرياسة دولة، وأن تجلس بجانب المرأ في المقاعد الدراسية، وأن تشارك في تشكيل الحكومة، وأن تتولى منصبًا من مناصب الحكومة العالية، وأن الإسلام يفرض على المرأة أن تتحجب، وتعتبر نفسها أقل منزلة من منزلة الرجل، لأن الرجل قوام عليها في شريعة الإسلام، ومراقب لها ومسؤول عنها، فلا يستطيعون أن يقولوا عن الإسلام أكثر من ذلك، لأنهم يرون أن الإسلام قد ازدهر وأخذ مكانه من القلوب، واستولى على المشاعر والأحاسيس، وعرف العالم أنه هو الدين الوحيد الذي يحمل له رسالة تنجيه، وشريعة تنقذه من الدمار والهلاك والتفكُّك والتمزُّق، فلا يجدون سبيلا لوصف الإسلام بسوء إلا أن يطرحوا هذا السؤال على كل من يدعوا إلى الإسلام، فيقولون أنتم تدعوننا إلى الإسلام لكن ما هو الإسلام الذي تدعوننا إليه، وهنا أتذكر ما قاله الدكتور يوسف القرضاوي في إحدى محاضراته بعنوان الإسلام الذي ندعو إليه فيقول:
“قال لي أحد العلمانيين الذين عقدنا معهم ندوة تاريخية مشهورة في القاهرة، فقال لي: أي الإسلام الذي تدعوننا إليه، لأن الإسلامات متعددة، تتعدد بتعدُّد المكان، تتعدد بتعدد الزمان، تتعدد بتعدد المذاهب، إسلام آسيوي، إسلام غربي، إسلام إفريقي، إسلام شيعي، إسلام سلفي، إسلام يعرضه الإخوان، إسلام تعرضه جماعة الدعوة والتبليغ، إسلام يعرضه المتصوفون، إسلام نشاهده في السعودية، إسلام نشاهده في باكستان، إسلام نشاهده في إيران، إسلام نشاهده في الهند”.
فأجبته قائلا: “إن الإسلام الذي ندعو إليه لا يرتبط ببلد، ولا يرتبط بشخص، ولا يرتبط بعهد، ولا يرتبط بمذهب، ولا يرتبط بزمن، وإنما هو إسلام القرآن، إسلام السنة، إسلام محمد صلى الله عليه وسلم، من أراد أن يعرف الإسلام الذي ندعو إليه فليفتح المصحف يعرف إلى أي شيئ ندعو، فليأت بصحيح السنة، وبالكتب الصحاح.
إن الإسلام الذي ندعو إليه إسلام واضح المعالم، بيِّن الأسس، بيِّن الأهداف، بيّن المناهج، الإسلام الأول قبل أن تضاف إليه الشوائب والمحدثات، الإسلام المنقى المصفى كما فهمه خير أجيال هذه الأمة، وهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، أفهم الناس لروح الإسلام، ومقاصد الإسلام، فعلينا أن نهتدي بهدي هولاء وفهم هولاء، هذا هو الإسلام الذي ندعو إليه”.