إلى الإسلام الذي فهمه خير أجيال هذه الأمة
5 أكتوبر, 2021المصالح هي التي تقرر المواقف
23 ديسمبر, 2021وقفة تأمُّل
جعفر مسعود الحسني الندوي
إننا نريد أن نغير حياة كل من يعيش معنا،ونتحدث دائمًا عن كل ما يمنعه من الوصول إلى الرقي، ويحول دون تحقيق الأهداف، وممارسة نشاطات ترفع شأنه، والقيام بأعمال تعلي منزلته، وتكسبه من الشهرة ما يحلم به ويتطلع إليه، ونعد من العوائق التي تعترض في سبيل التقدم والصعود والرقي والازدهار،الكسلَ والتأجيلَ، وعدمَ المبالاة، وإهدار الوقت، والكلام الفارغ، وسهر الليالي، واللقاءات مع الأصدقاء بدون هدف، والتجوّل في الأسواق بدون حاجة، ومتابعة المسلسلات، والجلوس أمام شاشة التلفاز لوقت طويل، واستخدام الجوال لمشاهدة الألعاب الإكترونية.
ومن الغريب أن هذه الأمور التي نعدّها من المعوقات؛ بل الموبقات، لا نبتعد عنها ولا نتجنّبها، وكلُّنا مصاب بعلة من هذه العلل التي تقرِّبنا إلى الموت علميًا ودينيًا، أذكر هنا ما قاله أحد العلماء وهو خير ما ينصح لأحد من الذين يضيعيون أوقاتهم، ويحفرون لأنفسهم حفرة بأيديهم، يقول: ” لابد لكل أحد من البرنامج، ولابد لكل أحد من تنظيم الوقت”،لأن الوقت يمضي ولا يتوقف،وكل ما يمضي يفوت، ويترك لنا الحسرة والندامة، ويجعلنا نعضّ على الأيدي، ولا نملك إلا الساعة التي نحن فيها.
وقد دعي النبي صلى الله علي وسلم للعب وهو طفل صغير، فقال وهو في هذه السن المبكرة: ” أنا لم أخلق لهذا”. لأن الألعاب التي نلعب بها أو نشاهدها أو نتحدث عن اللاعبين الذين يكسبون بها ملايين من الدولار، تستهلك وقتًا طويلاً، وتصرفنا عن الأعمال التي تحتاج إلى الجد والصرامة.
واعتبر هذا الرجل “عدم وجود هدف، أحدَ أسباب ضياع الوقت”،والأهداف بدون تخطيط، وبدون تفكير، وبدون منهج محدّد، أحلام وأماني، والأحلام هي الأحلام، والأماني هي الأماني، لا تجدي ولا تنفع، ولا تغير شيئًا، لا في الداخل ولا في الخارج، ولا تأتي بنتيجة، والله سبحانه تعالى لا يتعامل معنا بالأماني، قال: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى” .
كل منا يريد أن يكون عالمًا كبيرًا، أو خطيبًا بارعًا، أو كاتبًا شهيرًا، أو شاعرًا مقتدرًا، أو موظفًا حكوميًا، أو تاجرًا ناجحًا، فهل يتحقق ذلك بدون أن يسعى له، ويبذل فيه جهده؟.
وعدّ سوء التنظم أكبر أسباب هدر الوقت، فقال: ” لابد من عمل تقوم به أن يكون بمستوى إمكانياتك” لأنه هناك أعمال يستطيع من هو دونك في العلم والمعرفة والذكاء والشهادة والفهم والقدرة، أن ينجزها، فلا ينبغي لك أن تشغل نفسك بها وتتعب نفسك فيها، لأنك بإمكانياتك التي وفَّرها الله لك تقدر على إنجاز ما هو فوق تلك الأعمال، فكن على ثقة بنفسك،وبكفاءتك،واعرف نفسك، ولا تضيع أوقاتك الثمينة في الأمور التافهة، والأعمال غير اللائقة بك.