خاطرة رمضانية
4 أبريل, 2023الحلقة المفقودة في المجتمع اليوم
خليل أحمد الحسني الندوي
القرآن الكريم حافل بتعاليم واضحة وتوجيهات مفصلة إزاء المجتمع المتعايش بالأمن والسلام، المسلمون في التمسُّك بعقيدة التوحيد، متصلبون كالفولاد في الأصول، ولكنهم مرنون في الفروع والجزئيات، وناعمون في أخلاقهم ومعاملاتهم كالحرير، وشأن المؤمن الصالح أن يكون متصلبا كالفولاذ في عقيدته، وناعما كالحرير في معاملاته وأخلاقه، “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ” (الفتح:29)
واذا نشأ أي مجتمع على صلابة الفولاذ وليونة الحرير، فإنه يكون مجتمعا صالحا، وإذا حدث التوازن بين الحقوق الشخصية والحقوق الجماعية فإنه يكون مجتمعا متميزا عن المجتمعات الأخرى.
والذين درسوا القرآن دراسة خالصة بعيدين عن أي عصبية، لم يسعهم الا أنهم قد اعترفوا بهذه التعاليم السمحة القرآنية، وكثير منهم اعتنقوا الاسلام، وعلى عكس ذلك عندما نلقي النظرة على مجتمع نشأ وتكون على أساس الحضارة المادية البحتة فلا نجد الا التطرف فهو مجتمع متطرف ليست له مميزات تميزه عن المجتمعات الأخرى، هو مجتمع قد بني على أسس غير صحيحة، وأساسه مجموع التناقضات لا يحمل عنصرا أساسيا الا حب الذات ولذة النفس.