طلحة بن عبيد الله

السيد الشاه محمد جعفر الفُلواري الندوي
18 يوليو, 2024
الشيخ أبو الليث الإصلاحي الندوي
7 أغسطس, 2024

طلحة بن عبيد الله

عبد الودود الندوي

أحد العشرة المشهود لهم بالجنة. له عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله في ” مسند بقي بن مخلد ” بالمكرر ثمانية وثلاثون حديثا. له حديثان متفق عليهما، وانفرد له البخاري بحديثين، ومسلم بثلاثة أحاديث.

يقول الإمام الذهبي: كان ممن سبق إلى الإسلام، وأوذي في الله، ثم هاجر، فاتفق أنه غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام وتألّم لغيبة، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره.

[له خصائل حميدة، وأوصاف جليلة]

منها ما يرويه جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه، فلينظر إلى طلحة بن عبيدالله”. وعن معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الارض قد قضى نحبه، فلينظر إلى طلحة. وفي جامع أبي عيسى بإسناد حسن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: “أوجب طلحة”. وأخرج البخاري عن قيس قال: رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد شلّاء.

وأخرج النسائي من حديث يحيى بن أيوب وآخر، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما كان يوم أحد، وولى الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلا، منهم طلحة، فأدركهم المشركون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من للقوم؟ قال طلحة: أنا، قال: كما أنت. فقال رجل: أنا. قال: أنت، فقاتل حتى قتل، ثم [ التفت ] فإذا المشركون، فقال: من لهم؟ قال طلحة: أنا. قال: كما أنت، فقال رجل من الانصار: أنا، قال: أنت. فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة، فقال: من للقوم؟ قال طلحة: أنا، فقاتل طلحة، قتال الأحد عشر، حتى قطعت أصابعه.

وعن الحسن البصري أن طلحة بن عبيدالله باع أرضا له بسبع مئة ألف. فبات أرقا من مخافة ذلك المال، حتى أصبح ففرقه.

تقول جويرية بن أسماء، عن يحيى بن سعيد، عن عمه، أن مروان رمى طلحة بسهم، عن الشعبي قال: رأى علي طلحة في واد ملقى، فنزل، فمسح التراب عن وجهه، وقال: عزيزٌ علي أبا محمد بأن أراك مجدَّلاً في الأودية تحت نجوم السماء، إلى الله أشكو عُجَري(1) وبُجَري(2). قال الأصمعي: معناه: سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي.

وكان قتله في سنة ست وثلاثين في جمادى الآخرة، وقيل في رجب، وهو ابن ثنتين، وستين سنة أو نحوها، وقبره بظاهر البصرة(3).

الهوامش:

  1. العُجْرَة: موضعُ السِّمَن. و– العُقْدَة في الخشبَةِ أو في عروق الجسد (ج) عُجَر. ويقال: ذكر عُجَرَه وبُجَرَه: عيوبه وأمرَه كلَّه: ما أخفى منه وما أبدى.
  2. البُجْرة: السُّرَّة. والعقدة في البطن أو الوجه أو العنق (ج) بُجَرٌ. ويقال: أفضيت إليه بعُجَرِي وبُجَرِي، أطلعتُه على معايبي وأمري كلِّه لثقتي به.
  3. سير أعلام النبيلاء، ج/1، ص:40.
×