السبب الحقيقي وراء كل فساد في العالم
3 فبراير, 2025فقيد الأمة الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي
د. محمد وثيق الندوي
انتقل إلى رحمة الله تعالى عالِمٌ من العلماء العاملين المعلمين الدعاة، ورجلٌ من رجال الأدب والثقافة، وعلَمٌ من أعلام الصحافة العربية والإسلامية، ومفكر من أصحاب الفكرة الإسلامية السليمة في الهند، هو الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي، رئيس تحرير صحيفة “الرائد”، وصاحب الكتابات القيمة في الدين،والدعوة،والأدب، والتاريخ، والسيرة، والفكر،والحضارة، فجأته المنية المباغتة – وهو واقف على حافة الشارع ملفًّا وشاحه– فأسكتت قلبًا كان ينبض بأنواع المعرفة، وأسكتت قلمًا كان يجري بمعاني الحكمة والأصالة والمعاصرة، ويهتم بمشكلات الأمة، وقضاياها الكبرى، وقضايا الفكر الإسلامي، والحركة الإسلامية، من منطلق الشريعة الإسلامية، والنظرة الإسلامية الأصيلة، وفي منهج لا يتعصَّب لقديم، ولا يتعبَّد لجديد.
والأستاذ جعفر كان ثمرة من ثمار والده الجليل الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي، وعمِّه الكريم الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، تأثَّر بهما في الناحية الأدبية، والفكرية، والدعوية، والسلوكية، والخلقية، كما اقتبس من مشكاة فكر العلامة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي ومنهجه، فنهج منهجهم،وسار على دربهم، وكتب في الدعوة، والفكر، والحضارة، والأدب، والسيرة باللغتين العربية والأردية، وترجم بعض الكتب العلمية والأدبية والفكرية، وكان من خير أعماله، كتاباتُه في ” الرائد”، فكان صاحب قلم حرّ، وفكر أصيل،وعقل نقَّاد، كما يتجلى ذلك في افتتاحياته، ومقالاته، وخواطره، في الرائد، جزاه الله خير الجزاء، وعوض أمته وأسرته من فقده أحسن العوض.
زميلي الناصح الأمين وصديقي الوفي الحميم الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي كان ثمرة ناضجة من الأسرة الحسنية والأسرة الندوية، ثقف العلم الشرعي، وعلوم اللسان، ثم درس التاريخ، والسيرة، والحضارة، والأدب، والأفكار والنظريات دراسة عميقة، وشارك في إيجاد الوعي الإسلامي والديني الصحيح في المسلمين على المستوى الوطني والعالمي، مشاركة فعالة بكتاباته وخطاباته، فكان له في الشباب محلٌ، وتوجيه الأدب طريقةٌ، وخدمة الكلمة الطيبة أسلوبٌ، وفي الإصلاح الديني منهجٌ، وهو يمثل الحلقة الواصلة بين عقلية ترفض القديم، وعقلية تنكر الجديد، وليس الأستاذ جعفر مجهولاً لدى قراء “الرائد”، فكان يطالعهم كل خمسة عشر يومًا بكتابات ممتعة، وافتتاحيات توجيهية، يكتبها عن فكر حصيف، وإطلاع واسع، ومنطق سليم، وإيمان صادق، وعاطفة إسلامية نبيلة.
لقد عرفتُ عن قرب، فعرفت فيه مجموعة من المكارم والفضائل، قل أن تجتمع في إنسان، فقد عرفتُه منذ خمس وعشرين سنة إلى أن وافته المنية، فما عرفتُ فيه إلا الصدق في القول، والإخلاص في العمل، والجد والتفاني في أداء الواجب، والعمل الدؤوب الصبور في أداء المسئولية،مع الحب لإخوانه والعاملين معه، والرفق بهم، والصبر عليهم، والتواضع لهم، فما وكل إليه عملٌ إلا اجتهد أن يرقى به، ويصل به إلى أبعد مدى، وأحسن مستوى ممكن، لا يألو في ذلك جهدًا، ولا يدخر وقتًا ولا وسعًا، بل يجهد نفسه إلى حدٍّ يلومه عليه من حوله، وهو لا يبالي بما يصيبه في أداء ما نيطت به من مسئولية، فعاش بارًّا بهدفه، وفيًا لمنهجه، ذائدًا عن أمته، حتى اختاره الله تعالى إلى جواره، وأرجو أن يكون قد لقي ربه راضيًا مرضيًا.
منذ التقيتُه انعقدت بيني وبينه آصرة متينة، وصلة وثيقة، وصداقة حميمة، لم تزدها الأيام إلا قوة ورسوخًا، وكلما التقيتُ به في رحاب ندوة العلماء أو خارجه أطلعني على آخر أحواله، من سراء وضراء، وكان كالعهد بأهل الإيمان، في السراء شاكرًا، وفي الضراء صابرًا، لا يجزع ولا يهلع، كما جاء في الحديث النبوي: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له”.
وآخر مرة لقيتُه فيها قبل وفاته بيوم، كانت في منزله “خاتون منزل”بأمين آباد بلكناؤ يوم الثلاثاء، وحرص على أن يلقاني، ويفضي إليَّ بآخر ما عنده، وكان في غاية الحيوية والحماس والنشاط، وتواعدنا أن نلتقي في أقرب موعد(في مساء اليوم نفسه) ولم أكن أدري ولا هو يدري أن هذا هو آخر لقاء في هذه الدنيا، ولعل الله تعالى يجمعنا بفضله ورحمته في دار النعيم.
ولقد عرفتُه معرفة أعمق عن طريق الأسفار، لقد قيل: إنما سمي السفر سفرًا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال، ويكشف عن معدنهم، فقد رافقتُه في رحلات كثيرة داخل البلد وخارجه،فكان نعم الرفيق والمعين، والمعدن الأصيل الذي لا يضيق برفيق، ولا يتبرم بصديق، ولا تشعر معه بتذمُّر، وإن طال به الطريق.
لقد كان طرازًا نادرًا من الرجال الواعين لرسالتهم وموقفهم، العارفين بأعداء دينهم وأمتهم الذين جمعوا بين العقل الحر، والقلب الحي، والإرادة الصادقة، والخلق المستقيم، والصبر على مرارة الثبات في سبيل المبدأ والعقيدة.
كنا –أخي جعفر–في حاجة إلى قلمك، ليصول ويجول، مدافعاً عن الحق في مواجهة الباطل، عن الإيمان في مواجهة الكفر، عن الإسلام المحاصر في اليهودية العالمية والصليبية الغربية والوثنية الشرقية، ومن عملائهم في ديار الإسلام ممن ينتسبون إلى الإسلام وهو منهم براء.
فقدناك –أخي–والمؤامرات تُبَيَّتُ، والمؤتمرات تُعْقَد لضرب الإسلام بيد أبنائه تحت أسماء خادعة، وعناوين كاذبة، تحت “اسم الإرهاب” وهم أكبر الإرهابيين، وتحت عنوان “العنف” وهم أول من استخدمه، وتحت اسم “التطرف” وهم صانعو المتطرفين.
وفقد المسلمون فيك–أخي– كاتبًا رائدًا،وأديبًا إسلاميًا، وموجِّهًا أمينًا، وقائدًا حكيمًا، وهم بأمس حاجة إلى نصحك وإرشادك فيما يهمهم من قضايا متشابكة، ومشاكل عويصة، تستنفد القوي والطاقات والجهود التي كان لابد أن تُبْذَل في صالح الأمة ورفع مستواها علميًا ودعويًا وقياديًا وفكريًا وحضاريًا وسياسيًا.
وفقدت الأمة فيك–أخي– موئلاً، يتعهد ويتفقد أحوال الأرامل واليتامى والمساكين، ويعيش آلامهم، ويقاسم همومهم وأحزانهم، وكان يقض مضجعه سماع أنين المرضى وآهاتهم،فيهرع إليهم للتخفيف من مصائبهم وكروبهم،حتى وافته المنية وهو في حاجة أخيه المسلم وفي طريق إسعافه.
وفقد الإخوة الطلبة فيك–أخي– أخًا مؤنسًا ومؤاسيًا،ومربيًا شفوقًا، وموجِّهًا حنونًا،يحنو عليهم حنو المرضعات على الفطيم، ويرشفهم على ظمأٍ زلالاً من حقيقة الإيمان وحلاوته، زلالاً ألذَّ من المدامة للنديم،ويربيهم على لبان الغيرة والحمية للدين والعقيدة والشريعة، فيرسخ فيهم الإيمان، ويزيل ما يصيبهم من الهم، ويعتريهم من القلق، بلطفه وحنانه،فكانوا يجدون فيه روح الأبوة الحانية، والإيجابية البانية، والأستاذية الهادية.
وكان من رجال الفكر والقلم،وقد نذر حياته وقلمه لنصرة الحق، وخدمة الكلمة الطيبة، والدفاع عن الإسلام، وإعلاء كلمته، وكشف القناع عن الأخطار،كان يبصرنا بمكائد الأعداء، في الداخل والخارج، ويكشف مخططاتهم لضرب الإسلام والمسلمين، ويفضح دعاوي الحركات المعادية، ويحذرنا من التحالف المشئوم بين قوى الشر ضد الإسلام ودعاته، ويوضح لنا سبل التصدي لمقاومة هذه الهجمة الشرسة من القوى الغربية والاستعمارية، كما يبين لنا الطريق إلى النصر، يقول:
” نعتقد أن الهزيمة التي تتبع المسلمين في عالمنا اليوم منذ أربعة أو خمسة قرون، ترجع إلى المؤامرات التي تحاك ضدنا، لا ننكر حجم من يعاند الإسلام، ويحمل الحقد والكراهية له، ويريد أن يطفئ نوره ويقتلع شجره، لكن القضية الأهم التي لا ينتبه إليها الكثير منا، هي أننا أصبنا بهذه الهزائم المتتابعة والمصائب والآلام والمحن والشدائد بفقد ما يجلب النصر، ويحقق الانتصار، وهو تقوى الله، كما عهد عمر بن عبد العزيز إلى قائد جيشه ليتحقق النصر ويأتي الفرج ويتبدد الظلام”.
ويقول: “إذا أردنا الخروج من هذا الوضع الهالك، فلا بدَّ لنا من الرجوع إلى الله عزوجل، والإخلاص لله عزوجل في الطاعة، والقصد والجمع بين العلوم الدينية والعلوم الدنيوية”.
وكان يرى أن العلم المجرد لا ينفع بل يضرُّ، فيقول وهو يبحث الأسباب الحقيقية وراء الفساد والفوضى في المجتمع:
” إن كل ما نراه في هذه الأيام من المجون والفحشاء والعُرى والإباحية والتحلل والشِواذ والمثلية التي تغزو البيوت وتُدَمّرها وتفكّك الأسَر وتقتلعها من جذورها، يعمل وراء كل ذلك وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا الجديدة التي سيطر عليها الإنسان بعلمه وعقله واستخدمها في نشر الأكاذيب، وترويج الأراجيف، وبث الإشاعات، لصرف النظر عن الآداب الفاضلة والأخلاق الحميدة والضوابط الشرعية والقوانين الدينية، فلابد للجمع بين العلم والخلق، وإلا نطير بجناح واحد والمصير يعلمه الجميع”.
وكان دائمًا يذكر أمتنا الإسلامية بمهمتها التي تختلف عن مهمة الأمم الأخرى،فيقول مشيرًا إلى سرّ بقائها:
“إن هذه الأمة ليست أمة عادية كغيرها من الأمم، ولا مجرد أمة كبقية الأمم تتعبد وتصلي وتصوم وكفى، إنها أمة متميزة تقع على عاتقها مسئولية الدعوة والإرشاد والتوجيه والمراقبة والإشراف والمحاسبة، والشهادة على الأمم الأخرى، وأراد لها الله عز وجل أن تقوم بهذه المهمة الجليلة، فهي مأمورة بها ومسؤولة عنها، يقول الله عزوجل “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا” [سورة البقرة، الآية:143].
وأمرت هذه الأمة بالجهاد في سبيل الله، “وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ” [سورة الحج، الآية:78] وأمرت بالقتال حين احتاجت إليه دفاعًا عن نفسها وشرفها وكرامتها وعزها ودينها والحفاظ على أراضيها، ” وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” [سورة البقرة، الآية:190] هذه التكاليف الثلاثة: “الدعوة إلى الله”، و”الجهاد في سبيل الله”، و”الشهادة على كل البشرية” هي تكاليف لم تكلف بها أمة إلا هذه الأمة التي ننتمي إليها ونتشرف بهذا الانتماء، وهي الباقية إلى يوم القيامة بتكاليفها ومهماتها”.
ويقول في مقال له آخر:
“إن هذه الأمة التي أصبحت اليوم غثاءً كغثاء السيل، كانت بنيانًا مرصوصًا، وكانت كالجسد الواحد، كانت أمة العلم في الأرض، أمة الحضارة، أمة القوة، أمة الإبداعات، أمة الإنجازات، أمة الغلبة، أمة الانتصار، أمة التقدُّم، أمة الأخلاق، أمة السياسة، أمة الاقتصاد، أمة كل شيء، وأمة كل خير، أمة تهزم ولا تُهْزَم، أمة تغلب ولا يُغْلَب عليها، أمة تخضع لها الأمم كلها، وتسير خلفها.
لكن هذه الأمة التي كانت كل شيء، صارت غثاءً كغثاء السيل لأنها نسيت مقتضيات كلمة لا إله إلا الله، ونسيت ما تشمله هذه الكلمة، ونسيت ما عليه من المسئولية، ونسيت ما حدد لها من الهدف، فأصابها ما أصابها من الوهن والضعف، والتخلُّف والتمزُّق، فصارت تخضع لغيرها، وتسير على خطاها وتأخذ منها ما تعطيه إياها”.
وكان أعظم ما يشغل أخانا جعفر: العودة إلى الإسلام الصحيح، وإلى الكتاب والسنة لمعرفة هدي الله، ثم تنزيل هذا الهدي على الواقع المعاصر حتى يستقيم حال الأمة على أمر الله، وهذا هو التجديد المنشود في قضايا الأمة، وذلك لا يمكن إلا بتربية جيلٍ مؤمنٍ راسخٍ في الإيمان، وصادقٍ في الإسلام قولاً وعملاً، وجامعٍ بين الدين والدنيا بتوازُن وتناسُب،ومزوَّدٍ بما يقتضيه الدين وما يتطلبه العصر،في المنظور الإسلامي،يقول:
“هذا هو الإسلام، وهذه الوسطية المطلوبة، وهذا هو المنهج الصحيح الذي ينبغي أن نختاره، وهذا هو التوازن بين الجسد والروح الذي يتميز عن كل دين، فمن الخطأ أن نحصر الإسلام في طقوس وتقاليد، ونهمل هذا الجانب المهم الذي يجذب النفوس ويستهوي القلوب”.
ويقول:” إننا نحتاج إلى العمل المتواصل والجهد المستمر والكفاح الدائم بنية خالصة، وعلى منهج سليم دون أن ننظر إلى الآخر، علينا أن نؤدي واجبنا، ونلعب دورنا في كل ما يتعلق بحياتنا، وفي كل ما يقتضيه ديننا، هذا هو المطلوب منا”.
ويقول:” لابدَّ لنا وقبل كل شيء من أن نقوى إيماننا بربِّنا، ونتوجه إليه في كل ما ينزل بنا، فهو الذي يكشف الغمّ، ويفرِّج الكربة، ويزيل الهمّ، ويبدِّل الخوف أمنًا “.
فكيف بمن شهد له المئات والآلاف من جيرانه الأقربين والأبعدين، ومن تلاميذه والمتصلين به، وكل من عرفه وخالطه؟.
هذا، ولقد لوحظ لوفاة فقيد الأمة الشيخ جعفر مسعود الندوي أثر واسع وعميق في الأوساط العلمية والإسلامية والدعوية والتعليمية، وكتبت عنه المجلات والصحف، وعقدت جلسات تأبينية، قدمت فيها الكلمات والمقالات حول شخصيته ودوره في مجال التعليم والتربية، والدعوة والفكر الإسلامي، والإصلاح الديني،والأدب الإسلامي، وإنشاء الشعور الإسلامي الصحيح في المجتمع المسلم، فرأت إدارة “الرائد” أن تصدر عنه عددًا خاصًا، وهذا أقل ما تقدمه من تكريم له ولعمله،فالأستاذ الراحل يمثل ظاهرة فريدة في العمل الإسلامي والأدب العربي والإسلامي المعاصر، كما يدل على ذلك كتابه”أخي العزيز” و”خواطر” وهما يشتملان على كتاباته المنشورة في “الرائد”.
ومما ينبغي أن نلفت النظر إليه أن مظاهر تكريم فقيد الأمة، لم تزل تتوالى منذ وفاته، فقد عقدت الحفلات التأبينية حول حياته، فضلاً عن المقالات في مختلف الصحف والمجلات، ومنصات التواصل الاجتماعي، وقد احتفت به مجلة “بيام عرفات”(رسالة عرفات بالأردية) التي يصدرها “مركز الإمام الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي للبحوث الإسلامية” بميدان فور برائي بريلي، احتفاءً خاصًا أيضًا.
هذا كله يكشف عن مكانة الرجل، وقيمة عمله في ضمير أمته.
رحمه الله،وغفر له، وأسكنه الفردوس الأعلى، وتقبله في المتقين من عباده، وحشره مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.