أين مشكلتنا؟
28 يوليو, 2025ربيع الإنسانية الدائم
24 سبتمبر, 2025أولياء الفساد في الأرض
سعيد الأعظمي الندوي
جُلّ ما يستهدفه كبراء السياسة العالمية الذين تحملوا تحت مشروع هدّامٍ ضد المسلمين خاصة، مسئولية نشر فيروسات الفساد بجميع أنواعه، في المجتمعات البشرية شرقًا وغربًا، وعلى المستوى العالمي، وقد نجحت هذه الجهود العفنة التي تبذل على عدة مستويات اجتماعية وإدارية وخلقية، بالاشتراك مع المستوى السياسي الساقط الرخيص، الذي يسيطر كالمعول الهدام على كل شأن من شئون الإنسان، وكل جزء من أجزاء الحياة. فلا بأس أن نطلق عليهم تعبير المفسدين الهدامين، ومجرد نشر الفساد في الأرض ذنب ليس له غفران، وقد ذم كتاب الله تعالى أولئك الذين يعيثون في الأرض فسادًا، وأنذرهم الله تعالى بعذاب أليم، كما جاء في سورة المائدة الآية[33]: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.
إن هناك تخطيطًا دقيقًا، وسريًا في أغلب الأحوال لهدم منهج الحياة للإسلام وتدمير معالمه بأسلوب خفي لا يشعر به المسلمون، عامة منهم وخاصة، ولكنهم يسدلون الستار على ظاهر واقعهم، حتى يتبين للناس أن لدى هؤلاء برامج بناءة للتطوير والنماء لجميع شعوب العالم، وخاصة المسلمين الذين يعانون اليوم من قلة الشعور، وكثرة المشاكل في مجالات العلوم الحيوية وبناء المستقبل اللامع.
بهذا الخداع الشنيع إذ هم يتناولون الأمة الإسلامية بالإفساد، ولا يألون جهدًا في تضليلها مع التظاهر بالنصح والحرص الشديد على أن يستردوا زمام العلم والحكم، شأن أسلافهم، ممن أتحفوا أوروبا بتحف غالية من العلوم والحكم، فنحن أحرص شيء على أن نرد الإحسان بالإحسان لأن الدين الإسلامي يقوم على مبدأ: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
هكذا كان دأب الاستعمار والمستعمرين في كل زمان، فإنهم يمثلون الكذب والكراهية ضد المجتمعات الإسلامية، إلا أن الطريق الذي يتطرقونه لإخفاء عنصر البغض والعداء وإبداء الحب والمودة لم يتيسر لشعوب العالم الآخرين، الذين إذا أدرك منهم شعب وخاصة المسلمين مكيدة هؤلاء المفسدين في الأرض، والمستعمرين للشعوب، يأخذونهم بأشد أنواع المؤاخدة، ويزجون في السجون بتوجيه تهم إليهم وإلصاق ذنب بهم، وما ذنبهم سوى أنهم أدركوا أبعاد المكايد والمؤامرات التي كانوا يحيكونها للإفساد فيما بينهم، وتقطيع أرحامهم وعلاقاتهم التي تكون ذات بينهم.
وقد توصل المفسدون في الأرض إلى أن هدم مجتمعات المسلمين وتفريق وحدتهم الدينية ينبغي أن يكون تحت مخططات سرية للغاية، وذلك هو الطريق الأساسي إلى تحقيق أهدافهم النجسة ضد الأمة الإسلامية، وتجريدها من لباس الإيمان واليقين، وزعزعة عقيدتها وقطع علاقتها عن تعاليم دينها.
أولئك هم الذين حملوا راية الفساد في الأرض ولا يزالون يخططون لنشر الفساد من كل نوع في العالم كله، ضد الإسلام والمسلمين، وإن ما نراه اليوم من آثار البلايا المنوعة واستهانة شأن المسلمين والنوايا الخبيثة للقضاء على الدين الإسلامي، ليس إلا نتيجة بيّنة للفساد الذي تبناه المفسدون في الأرض، وهم )الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون( [ الشعراء:154] وقال تعالى في كتابه العظيم في سورة البقرة ] الآية: 27]) ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون(، وقال:) ألا إنهم هم الفسدون في الأرض ولكن لا يشعرون( [ سورة البقرة:12].