محن ومصايب، فهل من مذكر؟!

مبدأ دراسة تاريخ الإنسان!
26 يوليو, 2021
أوضاعنا… وإسلامنا!
13 سبتمبر, 2021

محن ومصايب، فهل من مذكر؟!

سعيد الأعظمي الندوي

امتدت الأيام بجرثومة معدية تُعرف باسم كورونا وائرس (Corona Virus) في المجتمع البشري على المستوى العالمي من نحو عام ونصف عام، فترت خلال ذلك النشاطات الحيوية،وظل الناس يعيشون خوفًا صحيًا واقتصاديًا،وبدأوا يقضون أيامهم في شعور من الأوبئة الطويلة الأمد، وقد أثر ذلك على جميع مجالات الحياة من التعليم والتجارة والمعاش،والاشتغال بالوظائف العملية التي تتوّج الحياة بزينة الحب والوئام والتعاون على فتح أبواب الرزق بأنواعها الجذابة.

وقد اقترن بهذه المصيبة تمارُض أعضاء المجتمع في ثوابت الأخلاق الإنسانية من الحب والثقة وحسن الظن بين أعضاء المجتمع، كما قد انتشر من ذلك مرض النفاق والبغض مع الأدواء الهدامة للصحة على جميع المستويات، فسبب ذلك ذوبان النصح والإيثار في الأسر والقرابات، وفي اللقاءات الاجتماعية، وحتى الاجتماعات التعبدية في مناسبات الأفراح من الأعياد والزواجات بين الأسر وتبادُل القرابات الإنسانية، ومن ثَمّ افترس هذا المرض المعدي مجتمعات المسلمين بوجه خاص، ولاسيما طوائف المثقفين من سكان بلد دون بلد، وقد تكون دراسة هذا الوضع الشائن مبعث أسف شديد إذا كان المسلمون والمثقفون من المجتمعات الإنسانية فرائس هذه المصيبة التي افترست عددًا كبيرًا من أعضاء الأسر المسلمة، ممن أصبحوا يتحينون الفرص وينتهزون المناسبات لتوجيه الاتهامات والشتائم إلى أصحاب العلم والفضيلة وموجهي الدعوة الإسلامية على المستوى العالمي إلى الإنسانية التائهة.

إننا نرى أن المحرومين من كفاءات العلم والدين، طالما يوجهون اتهامات منوعة مما له علاقة بالعلم والدين والتمايز الخلقي وحسن الآداب، وذلك لكي يؤكدوا للناس أنهم انتهازيون، يبيعون علمهم ودينهم بدراهم معدودة، وهم يلعبون من وراء الستار بكرامات المكرمين وثقافات المثقفين وآداب المؤدبين، فهل هم بهذه العملية الشائنة يخدمون العلم والدين أم يهدمون التميُّز البشري، ويكذبون ما شهد به الله سبحانه وتعالى عن عُلو قدر الإنسان وقال:” لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” [التين:4]، ولكن هذا الإنسان المكرم إذا خالف أوامر ربه، ويحارب من أحسن إليه،فهو لاشك ممن قال عنه ربُّه تبارك وتعالى: ” ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ” [التين:5] وقد استثنى الله تعالى المؤمنين المخلصين والعاملين بصالح الأعمال،وبما يرفع قيمة الإنسان، فقال: “إِلاَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ” [التين:6-8] بلى وهو رب العالمين.

×