من دارة الأحزان في رثاء الصديق الدكتور عبد القدوس أبو صالح

المرجعية الدينية في الأعمال الأدبية (رواية غصن أعوج للروائي القطري أحمد عبد الملك نموذجا) (2/الأخيرة)
21 أغسطس, 2022
طريق الهجرة
7 سبتمبر, 2022

من دارة الأحزان في رثاء الصديق الدكتور عبد القدوس أبو صالح

حسن الأمراني (المغرب)

قِطعُ السحاب كُسين بُرْدا

من دارة الأحزان وَردا

وكأنّ جفْن النّجم يهمي

قانيا فأصاب خدا

أرسل نواحك إنّ ما

قد كان لهواً صار جِدّا

وأعِدّ أكفان اليقنِـ

ن فذا زمانك قد أعدّا

أ أبو يمانٍ زار لحْدا؟

بل فارسُ الكلم اسْتُردّا

قد كان وسْط الحادثاتِ

مقلّداً سيْفاً ووَردا

هو بلبلُ التّوحيد، كم

غنّى فكان غناه رُشدا

سلْ “ندوة العلماء” كمْ

ألقى بها عُودا وندّا

وأفاض شعِرا فارتوى

ما كان في الأحشاء وقْدا:

“حسّانَ كنتُ وكعْبَهُ

وابنَ الرّواحةٍ إذ تصدّى”

هل أبصرتْ عيناك أندى

في المحافلِ منهُ رفْدا؟

هلْ كان سحْبانٌ إذا

ألقى جواهره أسدَّا؟

ولأن وعْدَ الله حقٌّ راحَ

يبْغي الدّارَ خُلْدا

كم راحلٍ أفْضى

فأورث سيفيَ البتّارَ غِمدا

والمرءُ ما لم يُكْس تقوى الله

كان العُريُ أجدى

قل للذي هو لم يزلْ

في غفلة كن مسْتعدّا

كن كالفراشة طالباً

نورًا وإن فيه تردّى

كن كاليراعة نوّرتْ

درب الذي يشتار شهدا

وانشر شذاً كخميلةٍ

لا تبتغي بالنّشر نقْدا

كن كالسّحابة لا تراعي

من تحضر أو تبدّى

واغرسْ فسيلتك التي

ترجو غداً لتنال مجْدا

هي أمّةٌ عطشى، ولا

“فرهادَ” ينحتُ كي يُمِدّا

كن أنت “فرهاد” الذي

مدّ القنا للشعب مَدّا

أو كن أبا أيّوبَ إذ

يحيي القلوب بما استمدّا

إذ قيل: “لا تلقوا” فأرجعهم

إلى الميدان سدّا

لم يستطع نقْباً له

من كان يحسبه الأشَدّا

بلِيتْ عزائمَنا فيا

مولايَ شُدّ العَزْمَ شَدّا

وابعث بأفئدة الغفاة

توهّج العشق المفدّى

مولايَ، قد ذبلتْ زهورُ

الرّوض، والمجنون أكدى

فاسقِ الغفاة بكأس منْ

كانتْ خطاه إليك حمْدا

×