عرفان أبو بكر

سؤال يدور في قلبي منذ عرفت دار العلوم لندوة العلماء وهو “لماذا أكدت ندوة العلماء على تدريس اللغة العربية الفصحى؟.

كما أنت تعرف ندوتنا هذه هي أول مدرسة في مجرى التاريخ الهندي، تهتمّ باللغة العربية الأصيلة الفصيحة اهتمامًا بالغًا، وكان من أهداف ندوة العلماء أيضًا أن تغرس حب الدين والثقافة الإسلامية في قلوب الناس وتقوم بإحياء اللغة العربية في الهند،وقد أدت في هذا المجال دورًا كبيرًا.

وفي هذا المضمار قامت ندوة العلماء بخدمات جليلة مع أن موقفها تجاه اللغة العربية موقف لغة حيّة، لذلك كرّست الندوة المساعي في إعداد منهج جديد مستقل للغة العربية روعيت فيه البئة والطبيعة المعاصرة.

هنا أذكر ما قاله الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى: “كان موقف دار العلوم لندوة العلماء إزاء اللغة العربية أنها لغة حيّة تكتب وتخطب بها كأنها لغتنا الأم لا كلغة أثرية عتيقة كما كانت في الدرس النظامي، وأعددت منهجًا دراسيًّا”.

وفق ما بحثت ما وجدت أي جامعة تركز وتعطي العربيّة ما تستحق من العناية البالغة، لذلك تعدّ ندوة العلماء أول مدرسة فريدة من بين المدارس والجامعات الهندية في تدريس اللغة العربية في عهد شبابها؛ بل هي أول مدرسة في الهند استخدمت اللغة العربية كلغة متدققة بالنشاط والحيوية نطقًا وكتابة وحوارًا وخطابة.

طالما نلقى أنظارنا على صفحات “اليوميات” فنحن على يقين أن أبناء ندوة العلماء ذاع صيتهم شرقًا وغربًا في ترسيخ اللغة العربية وآدابها على ما حقت، وكيف…؟ لا يعطي الأبناء حق الوالد لأننا أحفاد، وجدّنا ينسب إلى اللغة العربية وكيف يمكن أن ننساها ونتركها؟.

لذلك أقول..!

اللغة العربية هي لغة القرآن العظيم واللغة العربية هي لغة رسولنا الكريم ولغة اختيرت لنزول القرآن المجيد بها ولغة ينطق بها الجميع غدًا في الجنة… إن شاء الله، ولغة تناول بها أهل مكة والمدينة، ولغة كثرت فيها كلمات ومشاعر وبلاغة وفصاحة إلى حد كبير.

فها هي نوبة قبل التوبة على ما قضينا كساعات الضالة، فسارعوا إليها لأن ندوتنا هي كشجرة مثمرة ثمارها فصاحة العربية.

وكيف يمكن أن تنكرها كما في قول الشاعر:

فهيّا.. تعال… إلى الندوة وخذ من بحرها لآلي ودررا، يواقيت وجمانات و…….