فضائل القدس والشام

من سره أن يحصل له هذا فليفعل
31 أكتوبر, 2023
العلم النبوي حياة القلوب
17 يناير, 2024

فضائل القدس والشام

عبد الرشيد الندوي

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “‌لا ‌تشد ‌الرحال إلا إلى ثلاث مساجد: إلى المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى”.

تخريج الحديث: أخرجه مسلم (1397)، وابن ماجه (1409) وابن حبان (1631) والبيهقي 5/ 244 والطحاوي في “مشكل الآثار” (593).

عن زيد بن ثابت، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «‌طوبى ‌للشام»، فقلنا: لأي ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها».

تخريج الحديث: أخرجه الترمذي (3954) والطبراني (4933)، وابن حبان (114)، والبيهقي في “الدلائل” 7/ 147 وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث يحيى بن أيوب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “‌لما ‌فرغ ‌سليمان بن داود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثا: حكما يصادف حكمه، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أما اثنتان فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة”.

تخريج الحديث: أخرجه النسائي ا (693)، وابن ماجه (1408) وأحمد (6644).

عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بينا أنا نائم إذ رأيت ‌عمود ‌الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام”.

تخريج الحديث: أخرجه أحمد (21733) وابن عساكر في “تاريخ دمشق” 1/ ورقة 49 ويعقوب بن سفيان في “المعرفة والتاريخ” 2/ 290، ومن طريقه البيهقي في “دلائل النبوة”، والبزار (3332 – كشف الأستار)، والطبراني في “الشاميين” (449).

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال عصابة من أمتي قائمة على أمر الله، ‌لا ‌يضرها ‌من ‌خالفها، تقاتل أعداءها، كلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم آخرين، يرفع الله قوما ويرزقهم منه حتى تأتيهم الساعة». ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هم أهل الشام».

تخريج الحديث: أخرجه ابن ماجه (7)، ويعقوب بن أبي سفيان في “المعرفة والتاريخ” 2/ 296 – 297 وأبو نعيم في “الحلية” 9/ 307 والطبراني في «مسند الشاميين » (2/ 394) برقم: «1563» و«المعجم الأوسط » (8/ 55): برقم: «7948» واللفظ له واقتصر ابن ماجه في روايته إلى قوله: “‌لا ‌يضرها ‌من ‌خالفها”. وإسناد الحديث صحيح قاله شعيب الأرناؤوط في تحقيقه على المسند برقم: (8274)

شرح الحديث: إن هذه الأحاديث تبين فضائل الشام بوجه عام وفضائل بيت المقدس بوجه خاص، والشام هي مولد الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه، ومعدنهم ومسكنهم وموئلهم ومهاجرهم، ومهبط الرسالات، ومنزل الوحي، ومهد الأولياء والصالحين، وأرض المحشر والمنشر، ومسرى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ومركز الطائفة المنصورة القائمة على الحق، ومهبط عيسى المسيح عليه السلام، ومعقد آمال المؤمنين وموقع أنظارهم، فكيف يحق لأعداء الله الملعونين والمغضوب عليهم قتلة الأنبياء والصالحين أن يحتلوا هذه الأرض المقدسة، ويدنسوها وينتهكوا حرمتها وينالوا من قدسيتها وكرامتها، ولكنهم فعلوا ذلك ويا للأسف وفعلوا هنالك الأفاعيل، ولعل المسلمين أتوا من قبل غفلتهم وعدم تمسكهم بالدين واستمساكهم بحبل الله المتين.

×