الشيخ عبد الرحمن النغرامي الندوي: حياة قصيرة وأعمال كبيرة
11 نوفمبر, 2021الدكتور هارون رشيد الصديقي (1933-2021م) ورسالته للماجستير بعنوان: “صحيفة المدينة” دراسة حديثية وتحقيق
9 يناير, 2022الشيخ محمد عمران خان الندوي الأزهري
مبين أحمد الأعظمي الندوي
هو العالم الكبير، الأستاذ الأسبق والمدير السادس لدارالعلوم لندوة العلماء، الشيخ الحافظ محمد عمران خان الندوي الأزهري رحمه الله.
مولده ومنشأه:
ولد في 13 من أغسطس 1913م، المصادف 1331 هـ، في أسرة دينية كريمة، نزحت من أفغانستان إلى دلهي عام 1739م. ثم انتقلت منها إلى بهوفال عاصمة ولاية مدهيا براديش حالياً في عهد الأمير “سكندر جهان بيغم” (1844-1860) وأقامت هناك. كان جده المفتي أبو الشمس عبد الهادي خان من أشهر قراء الهند في عصره. وأبوه الحافظ محمد إلياس خان كان رجلاً صالحاً ذا شخصية دينية محترمة في بهوفال، فنشأ في مثل هذه البيئة الصالحة وحصل تربية دينية.
دراسته:
تلقى تعليمًا ابتدائيًا في بيته، وحفظ القرآن الكريم في صغره، ثم انتسب إلى “المدرسة الجهانغيرية”، ثم إلى “مدرسة ألكزندرا الثانوية”، حيث كان لا يزال في الصف التاسع، إذ أتى لكناؤ ودخل السنة الثانية للعالمية في دار العلوم ندوة العلماء عام 1926. فكان فيها طالباً مجتهداً له دور فعال في الأنشطة الثقافية والتربوية أيضاً إلى جانب انهماكه في الدراسة. وتخرج فيها عام 1933م. ومن أبرز أساتذته فيها: المحدث حيدر حسن خان الطونكي، والشيخ تقي الدين الهلالي المراكشي، والسيد سليمان الندوي رحمهم الله.
في معترك الحياة:
بعد أن فرغ من دراسته، تم تعيينه في دار العلوم لندوة العلماء كمدرس للتفسير والحديث. وفي هذه الفترة، أتيحت له فرصة الدراسة لمدة عامين في كلية أصول الدين لقسم الوعظ والإرشاد في جامعة الأزهر بمصر. فذهب إلى مصر عام 1937 م، وعاد منها عام 1939م. وبهذه المناسبة، عُقد حفل الترحيب به في قاعة “الإصلاح” (الجمالية) في ندوة العلماء، وقدم له كلمة الترحيب الشيخ السيد أبوالحسن علي الحسني الندوي. شغل منصب نائب المدير لدارالعلوم لندوة العلماء عام 1940م، ثم أصبح المديرَ بالوكالة لها عام 1941م. ثم عُيِّن مديراً لها في 26 يناير 1942م وفقًا لقرار المجلس التنفيذي لندوة العلماء. فلم يزل يؤدي مسؤوليته، حتى قدم استقالته من منصبه عام 1958م، ولكن لم يتم قبولها إلا بعد عامين أي في 1960م.
ويجدر بالذكر أن الشيخ الحافظ محمد عمران خان الندوي بذل جهداً لا بأس به في تطوير ندوة العلماء، وزار لأجله عديداً من ولايات الهند مع الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله وغيره من علماء ندوة العلماء. وإنه بصفته مديراً لدارالعلوم لندوة العلماء لم يأل جهداً في أداء مسؤوليته، وعهده يتميز من حيث النظم والتعليم والثقافة كما شهد به الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي في كتابه “براني جراغ” (المصابيح المنطفئة). ومن أعماله ذات القيمة أنه أسس مدرسة في “بهوفال” على منهج دارالعلوم لندوة العلماء عام 1949م، وانتقلت تلك المدرسة إلى المسجد التاريخي “تاج المساجد” عام 1950. ولا تزال تؤتي ثمارها وتُشِع نور العلم والعرفان.
في مسقط رأسه:
بعد عودته من ندوة العلماء، أقام في مسقط رأسه إلى آخر حياته، يعمل للمدرسة التي أسسها باسم “دارالعلوم”. وبالإضافة إلى ذلك، انضم إلى جماعة الدعوة والتبليغ وأصبح عضواً فعالاً فيها، فكان يقيم اجتماعاً سنوياً لها في كل عام. عامَ 1970م أراد أن يكمل بناء “تاج المساجد” وزار لأجله البلاد العربية، فحقق الله حلمه، واكتمل بناء المسجد. وبالرغم من إقامته في بهوفال، كان على حب ووداد وصلة وثيقة للغاية بندوة العلماء، فكان يزورها حينًا لآخر، ويشارك في أعمالها، ويفكر دوماً في ازدهارها وتقدمها إلى الأمام.
وله مجموعةً مفيدةً تشتمل على عدة مقالات كتبها علماء عصره وذكروا فيها الكتب التي أثرت عليهم تأثيراً كبيراً وأضاءت لهم الطريق، واسمُ هذه المجموعة ” مشاهير اهل علم كي محسن كتابيـں” (الكتب الأكثر تأثيراً لأصحاب العلم). كتبه كلها في الأردية.
وفاته:
رحل عن دنيانا في 18 أكتوبر 1986 المصادف 13 صفر 1407 هـ. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه دارالنعيم.