لمحات من حياة الإمام الندوي رحمه الله تعالى
21 أغسطس, 2025محمد صلى الله عليه وسلم: أسوة حسنة
محمد بن عبد الله الحسني الندوي
لو كان للحسن لسانٌ لأسرع قائلاً: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن وأجمل من جميع الإنس، ولم تر عينٌ الحسن والجمال أكثر منه.
فنبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه أكمل وأجمل الناس خُلقاً وخَلقاً، وقد جاء في الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه” (رواه الترمذي).
وروى البراء بن عازب رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خلقا” (رواه البخاري)
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مبرءا من كل عيب ونقص، هل رأيت أحداً يستمع إلى موعظة أحد فبعكف عليه، كما كان يستمع الصحابة رضي الله عنهم إلى نبينا وقدوتنا، فيحبونه، ويحنون إليه.
وقدذكر القرآن الكريم من أهم مقاصد البعثة النبوية صلى الله عليه وسلم تربيةَ النفوس، فربَّي رسول الله صلى الله عليه وسلم المجتمع الإنساني حسب ما تقتضيه المتطلبات، وينادي العصر، وهذّبه تهذيباً اسلاميًّا خالصاً حتى جعل الله العرب ورثة لإيران والروم، وجعلهم أئمة العالم في الهداية والرشد والعلوم والفنون.
فأول ما دعاهم إليه، التوحيد، ونهاهم عن الشرك، “وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍۢ رَّسُولًا أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُواْ ٱلطّغُوتَ” “وَاِذْ قَالَ لُقْمنُ لِابْنِه وهُوَ يعِظُه يبُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللّهِﳳ–اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيْمٌ”
وقد رُوي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: “كنتُ رَدِيفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حمارٍ، فقال لي: يا مُعاذُ، أتدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ، وما حَقُّ العِبادِ على اللهِ؟ قُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قال: حَقُّ اللهِ على العِبادِ أن يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شَيئًا، وحَقُّ العِبادِ على اللهِ ألَّا يُعَذِّبَ مَن لا يُشرِكُ به شيئًا”.
ورَبَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة بالقصص ذات العبر والنصائح تربيةً لنفوسهم، وعلّمهم دروس النصر والشفقة والرحمة والكرم والسلوك الحسن مع الفقراء والمظلومين، روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كان رجلٌ يُدَايِنُ الناسَ، فكان يقول لفتاه: إذا أتيتَ مُعسِرًا فتجاوز عنه، لعل اللهَ يَتجاوزُ عنا، فلقي اللهَ فتجاوز عنه”.
واعتبر الإحسان في معاملة الناس والعفو عنهم والتجاوز عن عسرهم من أعظم أسباب نجاة العبد يوم القيامة، والإحسان إلى الخلق والإخلاص لله والرجاء في رحمته من أسباب مغفرة الذنوب، “أعطوا الأجيرَ أجرَهُ قبلَ أن يجفَّ عرقُهُ” (الحديث)، فعلينا أن نعطي حق الأجير بغير تأخير ومماطلة، فعصارة القول هو – صلى الله عليه وسلم – أسوة لنا وللعالم بأسره.
قال سبحانه وتعالى: “وانك لعلى خلق عظيم” وكان صادقاً أميناً منذ صغره، لم يتهمه أحدٌ بالكذب، كان صادقا في نفسه ومع الله ومع أهله وأقاربه وجميع المسلمين وغير المسلمين، وكانت نيّته خالصةً في سائر شئون الحياة، ويأمر أمته بالصدق ويحذر الكذب.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “آية المُنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذَبَ، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤْتُمن خان. (الحديث).