كيف يسعد المجتمع البشري
23 سبتمبر, 2024قد رشحوك لأمر لو فطنت له
21 نوفمبر, 2024مثال للحوار البليغ
محمد خالد الباندوي الندوي
أخي العزيز!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحوار– أيها الأخ – له أهمية كبيرة في المجتمع البشري، ولها طرق ومناهج كثيرة يتداولها الناس في كلامهم،رجاء أن يكون كلامهم مؤثرا،وأن يكون مما تستسيغه الأذهان وتستحسنه الأفهام،وهل تعرف –أيها الأخ–كيف يكون حوارك أبلغ وأنفع،وما هي الطريقة التي تجعل محادثتك أكثر تعلقا بالقلوب وتأثيرا على الوجدان،تعال نلخص لك قصة يتحدث عن رجل نصراني كان داعية النصرانية ثم تأثر بالإسلام،وسبب تأثره بالإسلام هو كما صرح في كلامه حوار المؤمن المقنع وطريقته الجادة المملوؤة بالرزانة والحشمة، البعيدة عن المهاجمة على معتقدات المخاطب أو شخصياته المحببة لديه،هيا نلخص ذلك الحوار البليغ:
“ذات يوم تجمعناحول المائدة بعد العشاء، وجرت بيننا النقاش في بعض أمور الديانة، وكان بيد كل منهم نسخة إنجيل تختلف عن الأخرى، وكان لدى القسيس بالطبع الكتاب المقدس الكاثوليكي، كما كان عنده 7 كتب أخرى من الإنجيل البروتستانتي؛ لذا قضوا معظم الوقت في تحديد النسخة الأكثر صحة من هذه الأناجيل المختلفة، وركزوا جهودهم لإقناع محمد ليصبح نصرانيًّا.
بدأت النقاش بسؤالي محمدًا: كم نسخة من القرآن ظهرت طوال السنوات 1400سنة الماضية؟
فأخبرني أنه ليس هناك إلا مصحف واحد، وأنه لم يتغير أبدًا، وأكَّد لي أن القرآن قد حُفِظَ في صدور مئات الآلاف من الناس، وأنه لو بحثت على مدى قرون لوجدت أن الملايين قد حفظوه تمامًا، وعلَّموه لمن بعدهم.
يقول يوسف: “هكذا بدأنا الحوار معه، ولعلَّ ما أثار إعجابي أثناء الحوار أن محمدًا لم يتعرض للتجريح أو التهجم على معتقداتنا أو إنجيلنا وأشخاصنا، وظل الجميع مرتاحين لحديثه.ولما أردت دعوته للنصرانية، قال لي بكل هدوء ورجاحة عقل: إذا أثبتَّ لي أن النصرانية أحق من الإسلام سأتبعك إلى دينك. فقلت له: متفقين. ثم بدأ محمد: أين الأدلة التي تثبت أفضلية دينكم؟ قلت: نحن لا نؤمن بالأدلة، ولكن بالإحساس والمشاعر.
قال محمد: ليس كافيًا أن يكون الإيمان بالإحساس والمشاعر والاعتماد على علمنا، ولكن الإسلام فيه الدلائل والأحاسيس والمعجزات، التي تثبت أن الدين عند الله الإسلام. فطلبتُ هذه الدلائل، فقال محمد: إن أول هذه الأدلة هو كتاب الله (سبحانه وتعالى) القرآن الكريم الذي لم يطرأ عليه تغيير أو تحريف منذ نزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل ما يقرب من 1400 سنة، وهذا القرآن يحفظه كثير من الناس، إذ ما يقرب من 12 مليون مسلم يحفظون هذا الكتاب، ولا يوجد أي كتاب في العالم على وجه الأرض يحفظه الناس، كما يحفظ المسلمون القرآن الكريم من أوَّله لآخره،وهذا الدليل كافٍ لإثبات أن الدين عند الله الإسلام.
يقول يوسف: منذ ذلك الحين بدأتُ البحث عن الأدلة الكافية،التي تثبت أن الإسلام هو الدين الصحيح، تأثرت بصديقه المسلم كثيرًا كما تأثرت بحواره القوي المقنع الذي لا تطاول على المخاطب ولا محاولة تجريح مشاعره،بل كان يملأ إهابه الرزانة والوقار والاعتماد الزائد على أدلته القوية”.