الهند بين صناديق الاقتراح وتحديات الأمن والحرية
11 ديسمبر, 2025اجتماع استشاري للمدارس الملحقة بندوة العلماء ليومين
إعداد: محمد سعد (السنة الرابعة العالية)
“إن ندوة العلماء حركة فكرية علمية ودعوية وإصلاحية وتعليمية، من مقاصدها السامية: إنذار القوم على وجه البصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتفقه في الدين، لذلك تركز دار العلوم لندوة العلماء على إنشاء الثقة في أبنائها بالإسلام وأحكامه بحيث أن يقدروا على تقديم حقائق الإسلام أمام الناس بأسلوب معاصر مقنع “.
صرح بذلك فضيلة الشيخ بلال عبد الحي الحسني الندوي الرئيس العام لندوة العلماء في كلمته الرئاسية وهو يتحدث في ندوة تشاورية للمسئولين عن المدارس الدينية العربية عقدتها شعبة المدارس الملحقة بندوة العلماء في “قاعة المحدث حيدر حسن خان التونكي” يومي الأربعاء والخميس 14–15/ من جمادى الأولى عام 1447هـ، تخللتهما خمس جلسات تحت موضوع التعليم والمنهج الدراسي والتربية والدعوة، وشارك في هذه الندوة نحو 220 ممثل من 110 مدرسة منتشرة في مختلف أنحاء البلد وملحقة بندوة العلماء، وتتبع منهجها الدراسي، وأضاف فضيلته قائلا: من ميزات ندوة العلماء أنها لم تقتنع بمجرد التعليم والتدريس؛ بل ركزت عنايتها على التعليم والتربية معًا، وأضاف قائلاً : إن هدف هذه الندوات والجلسات التفكر والبحث في تحسين مناهج التعليم والتربية، وإن المدارس الملحقة بندوة العلماء تقدر على أن تملأ الفراغ الخالي في الحياة الدينية، وتقاوم الردة والإلحاد، وتزيل الشبهات والشكوك المثارة حول الإسلام.
بدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آي من الذكر الحكيم تلاها المقرئ رياض أحمد المظاهري، وأنشد الأخ كفاية الله وزملاؤه نشيد ندوة العلماء، وأدار الجلسة الأستاذ كمال أختر الندوي، وقدّم كلمة ترحيب، فقال: إن ندوة العلماء تسلك على سبيل تقدم والرقي من اول يومها، وتؤدي واجب التعليم والتربية والدعوة بكل ما أوتيت من وسائل وطاقات.
ثم عقدت الجلسة الثانية حول التعليم والمنهج التعليمي برئاسة سعادة الشيخ عبد العزيز خليفة البتكلي الندوي (القائم بأعمال مدير دارالعلوم لندوة العلماء) وأدار الجلسة الأستاذ سلمان نسيم الندوي، وعالج موضوع الجلسة “التعليم” بشيء من التفصيل،ثم أبدى الممثلون آراءهم وتجاربهم حول التعليم والتدريس، ومشكلات التعليم، وقدموا مقترحاتهم،ثم تحدث الأستاذ عمير الصديق الدريابادي الندوي (نائب مدير مجلة “تعمير حيات” الأردية الصادرة بندوة العلماء) وألقى الضوء على مسئولية الأساتذة، وقال: علينا أن نثقف الطلاب بأن يكونوا نافعين للأمة والإسلام، وأكد على الاخلاص في تعليم الطلاب.
وبعد ذلك ألقى سعادة الشيخ عمار عبد العلي الحسني الندوي الأمين العام لندوة العلماء كلمته الرئيسية، وأكد على ضرورة التعليم وأهميته، وسلط الضوء على التحديات التي تواجهها المدارس الدينية العربية، وقال: إن الواجب يحتم علينا إعداد جيل راسخ وقادر على أداء واجب التوجيه الديني في أحسن وجه. وفي ختام الجلسة تحدث سعادة الشيخ عبد العزيز خليفة البتكلي الندوي، فألقى الضوء على منهج الندوة في التعليم والتربية، ولفت أنظار المشاركين في الجلسة إلى رفع مستوى الطلبة دينيًا وعلميًا وخلقيًا.
وبعد صلاة المغرب عقدت الجلسة الثالثة حول التربية الإسلامية، برئاسة سعادة الأستاذ الشيخ نياز أحمد الندوي (رئيس قسم الإفتاء والقضاء الشرعي بندوة العلماء والمشرف الأعلى على شؤون أروقة طلبة دار العلوم ووكيل كلية الشريعة وأصول الدين) وأدار الجلسة الأستاذ محمد خالد الباندوي الندوي، وتحدث حول التربية وأبعادها، وقارن بين التربية الإسلامية والتربية الغربية، ثم تحدث ممثلو المدارس، وبحثوا موضوع التربية الخلقية، وما يعترض في سبيلها من مشكلات وتحديات، وقدموا آراءهم، ثم جرت المناقشة حول الآراء، وفي ختام الجلسة تحدث رئيس الجلسة سعادة الشيخ نياز أحمد الندوي، فألقى كلمة مؤثرة عالج فيها أمور التربية الدينية، وقدم أمثلة رائعة من التربية النبوية، وذكَّر المشاركين في الجلسة ما تعود إليهم من مسئوليات وواجبات تجاه تربية الطلبة، وإنشاء العاطفة فيهم للعمل بتعاليم الدين.
وفي صباح يوم الخميس عقدت الجلسة الرابعة حول الدعوة وقضاياها برئاسة سعادة الأستاذ الشيخ محمد خالد الغازيفوري الندوي (عميد كلية الدعوة والإعلام بدار العلوم) وأدار الجلسة الأستاذ شيخ أبرار أحمد الندوي، الذي تحدث حول الدعوة ومشكلاتها، وألقى سعادة الأستاذ علاء الدين الندوي (عميد كلية اللغة العربية وآدابها بدار العلوم) كلمته الرئيسية، وشخَّص سبب الانحطاط في مجال الدعوة والتعليم، وقال: إذا شئنا التغيير التعليمي فإنه ينبغي أن ننهل من منهل القران الصافي كما فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نراعي في عمل الدعوة الطبيعة المعاصرة، ونستخدم وسائل جديدة متطورة لنشر الدعوة الإسلامية، ثم أبدى الممثلون آراءهم حول شئون الدعوة ومشاكلها وطرق معالجتها،وقدموا تجاربهم في هذا المجال، ثم تحدث رئيس الجلسة سعادة الشيخ محمد خالد الغازيفوري الندوي، فقال: إن العلم والدعوة توأمان، ليس بوسع لأحد أن يفرق بينهما،وتناول موضوع الدعوة بالبيان والشرح.
ثم عقدت الجلسة الخامسة النهائية برئاسة فضيلة الشيخ محمد زكريا السنبهلي الندوي (عميد كلية الشريعة وأصول الدين) الذي تحدث حول أهمية المطالعة وضرورتها، وأكد على تعويد الطلاب علي المحافظة علي السنة النبوية، ونصح المشاركين بالإخلاص والجد في أداء الأمانة التي ألقيت على كواهلهم تجاه تربية الطلبة، ثم عرض الأستاذ نفيس أحمد خان الندوي قرارات وتوصيات قامت بصياغتها لجنة مكونة من الأساتذة، في ضوء مقترحات المشاركين وآرائهم، ثم قدم الأستاذ كفيل أحمد الندوي كلمات الشكر، واختتمت الجلسة بدعاء من الشيخ زكريا السنبهلي الندوي، وأدار هذه الجلسة الأستاذ كمال أختر الندوي.
وبهذه المناسبة تم تدشين كتاب “الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي: حياته، أفكاره، مآثره” للأستاذ الدكتور محمد وثيق الندوي بيد فضيلة الشيخ بلال عبد الحي الحسني الندوي،الذي أبدى إعجابه بالكتاب ووصفه بـ” مصدر أساسي موثوق به” للتعرف على شخصية الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي، وثقوب نظره، وسداد رأيه، وفراسته المؤمنة، وأفكاره ومواقفه وآرائه نحو التعليم، والتربية،والدعوة، والحضارة، والأدب، والفكر، والحركات والفلسفات والاتجاهات الفكرية والأدبية والسياسية والاجتماعية الغربية المعاصرة، ومنهجه في تحليل الأوضاع والقضايا العالمية، ونقد الحضارة الغربية، والتنبيه إلى الأخطار والتحديات التي تتعرض لها الأمة في العالم، وقدم الأستاذ محمد خالد الباندوي الندوي تعريفًا موجزًا بمحتويات الكتاب، وأهميته، وقيمته، وخصائصه البارزة، ومنهج المؤلف في الكتاب.

