الدكتور عبد المنعم أحمد يونس في ذمة الله
7 أغسطس, 2024الدكتور شاه تقي الدين فردوسي الندوي في ذمة الله تعالى
محمد معاذ خان الندوي
فقدت أسرة ندوة العلماء أحد أبنائها المبرزين الدكتور شاه تقي الدين فردوسي الندوي في 15 ربيع الأول 1446هـ الموافق 19/ سبتمبر 2024م، فساد جوّ الحزن والأسى في الأوساط العلمية والفكرية والأدبية في الهند وخارجها،وكانت له علاقة مخلصة وطيدة بندوة العلماء ومسئوليها وخاصة بسماحة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي وخليفته فضيلة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي، رحمهم الله جميعًا.
وُلِد الدكتور شاه تقي الدين الفردوسي الندوي في قرية “منير” في مدينة بتنا بولاية بهار عام 1942م، وتلقى تعليمه الابتدائي على والده وآخرين من كبار أسرته، ثم انضم إلى دار العلوم لندوة العلماء بلكناؤ عام 1955م، وبعد إكمال دراسته في دار العلوم لندوة العلماء، التحق بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وكان في أوائل من بعثتهم ندوة العلماء لمواصلة الدراسات العليا في المملكة العربية السعودية. وبعد ما أكمل دراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ذهب إلي القاهرة واستفاد من علمائه البارزين، وقضى هناك عدة سنوات، ثم رجع إلي السعودية حيث عمل كمدرس في إحدى مدارس الطائف بالمملكة السعودية لفترة طويلة، ثم التحق بمدرسة هندية بالدمام، ودرّس هناك،وقضى نحو أربعين عامًا في المملكة العربية السعودية قبل أن يعود إلى الهند.
وخلال إقامته بالسعودية، كان يتواصل مع كبار علماء ندوة العلماء وخاصة مع سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي رحمه الله، وفضيلة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله وآخرين من علمائها، ويزورهم ويلتفي بهم عندما يزورون السعودية لأداء الحج أو العمرة أو المشاركة في المؤتمرات والندوات.
و في السنوات الأخيرة، كان يقضي أسبوعًا أو أسبوعين سنويًا في رحاب ندوة العلماء،يتحدث إلى الطلبة ويفيدهم بتجاربه ومهاراته العلمية واللغوية والأدبية، وأخيرًا انتخب عضوًا في المجلس الاستشاري لندوة العلماء، وحضر في الاجتماع السنوى لندوة العلماء في مارس عام 2024م.
وللراحل الكريم كتابات ومقالات وبحوث علمية وأدبية وثقافية منشورة في الصحف والمجلات العربية كصحيفة” الرائد” التي عمل فيها كاتبًا لمدة، ومجلة”البعث الإسلامي”، ومن هذه المقالات “عبقرية العلامة السيد سليمان الندوي” و”كيف تكتب البحث أو الرسالة الجامعية” وهو مطبوع بشكل كتيب نشرته مؤسسة الصحافة والنشر بندوة العلماء.
وكتب سيرته الذاتية باللغة الأردية باسم”حياتي”، التي تحدث فيها ذكر بالتفصيل عن ندوة العلماء، والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وجامعات القاهرة، وكان يتمتع بقدرة فائقة على اللغتين العربية والأردية تحدثا وكتابة.
رحمه الله رحمةً واسعةً وتقبل منه أعماله، وغفرله زلاته، وأدخله الفردوس الأعلى.