قلم التحرير

فجعت الأمة الإسلامية في 29/ شوال المكرم 1446هـ الموافق 28/ أبريل 2025م بوفاة أحد كبار المحدثين المعمرين الشيخ محمد عاقل السهارنفوري عن عمر يناهز 90 سنة بعد حياة حافلة بالعطاء في مجال نشر العلم وخدمة السنة النبوية، وقد ترك وراءه تراثًا حديثيًا سيستفيد به الأجيال القادمة، إنا لله وإنا إليه راجعون.

كان الشيخ محمد عاقل بن الحكيم محمد أيوب المظاهري السهارنفوري من أخص تلامذة المحدث الكبير الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي،وصهره، وقد أدّى الراحل الكريم دورًا لائقًا في خدمة علم الحديث تدريسًا وتحقيقًا، وكان رئيس جامعة مظاهر علوم بسهارنفور، وكان عالمًا ربانيًا، وورعًا تقيًا،وراسخًا في العلم الشرعي، ومعلِّمًا مثاليًا، ومنهلاً ثرًا نهل منه طلاب علم الحديث والمشتغلون به.

ولد في 8/6/1356هـ المصادف 15/8/1937م، وتلقى العلوم الابتدائية والثانوية والعالية في جامعة مظاهر علوم بسهارنفور، وتخرج فيها عام 1380هـ، ثم قضى سنةً في دراسة الحديث النبوي الشريف وعلومه، واستفاد من المحدث الكبير الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي استفادة خاصة جعلته مبرّزًا بين أقرانه، ثم عمل مدرّسًا في جامعة مظاهر علوم، ودرَّس كتب الحديث، درَّس سنن أبي داود نحو خمسين سنة، كما درس جامع الترمذي، وصحيح البخاري،وعام 1390هـ عين رئيس المدرسين بجامعة مظاهر علوم، وبعد وفاة المحدث الشيخ محمد يونس الجونفوري عام 2017م عُين شيخ الحديث بالجامعة، وبعد وفاة الشيخ محمد سلمان المظاهري عام 2020م عين رئيس الجامعة، وقد جمعت دروسه حول سنن أبي داؤد باسم “الدر المنضود على سنن أبي داود”، وتناول بعض كتب الحديث بالتصحيح والتحقيق والتعليق، مثل كتابه ” كفاية المهتدي لحل كتاب أبي عيسى الترمذي”، وله مصنّفات أخرى منها: “بيان الدعاء” و”تعريف وجيز عن جامعة مظاهر علوم”، وشارك في التعليق على عدة كتب،منها: ” الفيض السمائي في التعليق على سنن النسائي” و “الحلّ المفهم في التعليق على صحيح مسلم” .

وقد أبدى رئيس ندوة العلماء العام فضيلة الشيخ بلال عبد الحي الحسني الندوي حزنه وأساه البالغين على وفاة الشيخ السهارنفوري، وقدّم تعازيه إلى ذويه، وأرسل وفدًا مكونًا من الأستاذ عبد السلام البتكلي الندوي والأستاذ اصطفاء الحسن الندوي من أساتذة دار العلوم لندوة العلماء، فذهب إلى سهارنفور وقدّم إلى ذويه رسالة التعزية، وكان الشيخ محمد عاقل السهارنفوري عضو المجلس الاستشاري لندوة العلماء، وكانت له صلة وطيدة بالمسئولين عن ندوة العلماء،رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان.