Test
26 يوليو, 2021الشيخ عتيق الرحمن السنبهلي إلى رحمة الله تعالى
21 فبراير, 2022وفاة الأستاذ فهمي زمزم الندوي
د. محمد أكرم الندوي
فجعني صباح اليوم (السبت 23 ربيع الأول سنة 1443ه الموافق لـ 30/10/2021 م)، نعي الشيخ فهمي زمزم البنجري المالكي الندوي، إنا لله وإنا إليه راجعون، وكأن الخبر قد زلزلني زلزالا، فلم أكن أتوقعه، ولذلك صدمت لما سمعته صدمة أليمة، إن فقده المفاجئ ليستقطر من قلبي الدموع، ويبعثني على الحزن والأسى، وكأن أميرا من الأمراء المرابطين سقط في وسط المعركة سعيدا شهيدا، يا له من رجل كريم وعالم صالح فاتنا، رحمه الله تعالى.
ولد في شهر يونيو سنة 1959م في أمونتاي، جنوبي كليمنتان من إندونيسيا، وتعلم في مدرسة دار السلام المحلية ومدارس أخرى، ثم التحق بدار العلوم لندوة العلماء سنة 1980م، ونال بها شهادة العالمية سنة 1983م، وشهادة التخصص في الأدب العربي سنة 1987م، ووافى مكة المكرمة سنة 1988م وأخذ عن الشيخ المسند محمد ياسين الفاداني، وشيخنا العلامة محمد بن علوي المالكي رحمهما الله تعالى، وأجازاه إجازة عامة.
ثم رجع إلى بلده داعية أمينا وعالما ماجدا، وهل يؤدي العهد السماوي إلا أمين، وهل يقوى على فعلات المجد إلا ماجد، واشتغل بالتدريس في معهد التربية الإسلامية في درانج بكداه، وأسس في سنة 2001م مدرسة نور الهداية السكنية في بعض مدن كليمنتان، ثم أسس مدرستين أخريين بالاسم نفسه، وكان يتردد بين إندونيسيا وماليزيا لتدريس الطلاب وتربيتهم، وتولى مناصب علمية خطيرة، ونال ثقة العلماء والشيوخ، وله مؤلفات وتراجم كتب في الحديث النبوي الشريف إلى اللغة الماليزية.
كان شافعي المذهب في توسط واعتدال على منهج ندوة العلماء، وإنما أضاف نسبة المالكي إلى اسمه حبا لشيخه محمد بن علوي المالكي وولاء له، وتميز بالعناية بالحديث النبوي الشريف تدريسا وتأليفا، وأخيرا عمل بعض الباحثين الماليزيين رسالة في بيان منهجه في تدريس صحيح البخاري.
لقد جرى على يده الخير الكثير في إندونيسيا وماليزيا، وكثر عدد الطلاب المستفيدين منه، وكان ملء الأنظار والأسماع منهم، موصوفا بمحاسن الأخلاق، ولين العريكة، ونبل النفس، والتواضع، والنصح، ولم تبلغني عنه إلا الأخبار السارة.
حدثت بموته ثلمة لا تسد قريبا، ورزئت به ندوة العلماء كما رزئت به بلاده، وأعظم الرزء موت من لم يخلف مثله، غفر الله له، ورفع درجاته، وأسكنه فسيح جنانه.