فضل الأضحية ومكانتها في الإسلام

حق الله تعالى على العباد
22 May, 2025
من تشبه بقوم فهو منهم
22 June, 2025
حق الله تعالى على العباد
22 May, 2025
من تشبه بقوم فهو منهم
22 June, 2025

فضل الأضحية ومكانتها في الإسلام

عبد الرشيد الندوي

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما عمِلَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النَّحرِ أحبَّ إلى الله من إهراقِ الدَّمِ إنَّهُا لتأتي يومَ القيامةِ بقرونِها وأشعارِها وأظلافِها وأنَّ الدَّمَ ليقعُ منَ اللَّهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ منَ الأرضِ فطيبوا بها نفسًا.

تخريج الحديث: أخرجه الترمذي (1493) واللفظ له، وابن ماجه (3126).

قال الترمذي: “هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث هشام بن عروة إلا من هذا الوجه وأبو المثنى اسمه سليمان بن يزيد وروى عنه ابن أبي فديك”. وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي:” حسن الترمذي حديثه ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، كذا في الخلاصة وقال في التقريب: ضعيف” وقال أيضا: “قال ابن العربي في شرح الترمذي: ليس في فضل الأضحية حديث صحيح انتهى. قلت ( القائل صاحب التحفة): الأمر كما قال ابن العربي. وأما حديث الباب فالظاهر أنه حسن وليس بصحيح والله تعالى أعلم” انتهى

شرح الحديث: إن هذا الحديث الجليل يبين فضل الأضحية وعظيم مكانتها عند الله تعالى، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أحبّ الأعمال إلى الله يوم النحر إهراق الدم، أي ذبح الأضحية تقربًا إليه، وهي عبادة عظيمة يجتمع فيها تعظيم الله، واتباع سنة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، والإحسان إلى الفقراء.

وقوله: «إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها» يدل على أن الأجر كامل غير منقوص، حتى أدقّ الأجزاء لا يضيع عند الله، بل تُنشر للعبد شاهدة له يوم العرض الأكبر.

وأما قوله: «وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض» فهو عبارة عن سرعة قبول هذا العمل، ورفعة منزلته عند الله وقد قال الله تعالى: ” لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم” فلا بد أن يستشعر المضحي معاني التقوى والإخلاص والتقرب إلى الله تعالى وابتغاء وجهه لكى يتقبل عند الله تعالى.

وقوله: «فطيبوا بها نفسًا» تحريك وتحريض لكى يؤدي العبد هذه الطاعة بقلب راض منشرح ونفس سخية مستبشرة، لا تردد فيها ولا ضيق.

فالحديث دعوة إلى تعظيم هذه الشعيرة، وإحيائها بمشاعر الإيمان واليقين والاحتساب والإخلاص والتقوى، لا باعتبارها عادة متبعة أو تقليدا جاريا في المجتمع، بل عبادة عظيمة محبوبة عند الله مرضية تعود على صاحبها بالأجر الجزيل والثواب العظيم في الآخرة. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.