الجائحة مستمرة فما علاجها؟
4 أبريل, 2021حقيقة الحياة والكون والإنسان!
6 يونيو, 2021هناك قدرة هائلة في السماء!
شهد التاريخ الإنساني القديم كثيراً من الأحوال الشاذة من خلال الأوبئة والأمراض الطارئة، التي سببت خسائر من الأرواح والأموال، وسدت منافذ الفرص التجارية والسعادة البشرية، ولكن عصرنا الحاضر الذي نعيشه اليوم يواجه منذ عام واحد أو أكثر، أوبئة وأمراضاً جديدة لم تكن معروفة في العصور المنصرمة، ولعلها عُرفت اليوم من خلال مصالح سياسية ذات مغزى رخيص اخترعتها بعض الدول الانتهازية التي تعتبر نفسها ذات سيادة عالمية، ومن هنا كان قد تحقق ما قد أرادته لمدة قصيرة إلا أنها تطاولت إلى عشر مضاعفات مما كانت قدّرت لها من وقت معين، وبما أن ذلك كان تدخلاً كبيراً وإساءة أدب جائرة في القدرات السماوية والأحكام القضائية الإلهية، عاقب الله سبحانه وتعالى رؤوس هذه الإساءات وقادتها بتمديد فترة الوباء وتوزيعها بين أسماء ومصطلحات أمراضية، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وعلموا أن هناك قدرة في السماء بل في الكائنات كلها، تأمر وتنهى وتعرف وتنكر وتبين للناس أن يميزوا بين المعروف والمنكر، الذي كان قد جاءت تفاصيله بغاية من الوضوح لنبي آدم، وأرسل الله تعالى لذلك رسلاً وأنبياء في جميع الفترات الإنسانية والكائنات البشرية.
وكان الله عز وجل أرسل: “رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ” [النساء:165]، ومن ثم نستطيع أن نقدر ما قد خلقه الله تعالى في هذه الكائنات وكل ما فيها من صغير وكبير، ومن ذات الروح والنفس أو بغيرهما، ليس ذلك إلا دليلاً على كمال قدرته الواسعة ولقضائه حاجات الإنسان الذي هو أفضل خلق الله تعالى في الأرض والسماء، ولولا أفضلية الإنسان وأهمية وجوده في الكون لم يكن النظام العالمي مؤسساً على الشمولية الكاملة ولم يكن ما قد خلق الله تعالى لمجرد منافع الإنسان ومصالحه من نظام شامل واعتناء دائم، ولكان العالم مبنياً بقدرة الله تعالى على أسس مختلفة، ولكن الواقع الذي نشاهده من صناعة الرب تبارك وتعالى وتكوينه أجزاء الكائنات كلها بقدر كاف، يكفي للإيمان الكامل، ولذلك فإن بناء هذا العالم الواسع الهائل العظيم لم يكن إلا لمنافع الحياة الإنسانية وتمكينها على معرفة هذه العظمة الإلهية التي تتجلى في كل شيء وفي كل جزء من هذا الكون العظيم، فلولا هذا الغرض العالمي الكبير لما خلق الله تعالى الكائنات في هذه الأرض، ولاكتفى بخلق السماء والشمس والقمر والنجوم والملائكة دون أن يستمتع من كل ذلك أي كائن في أي مكان تحت السماء، ولكانت القدرة الإلهية لم تتمثل في الأرض وما فيها من خلق وأمر ولكان الدافع الكامل لكل ما في الأرض والسماء ناقصاً، ولم يمثل قدرة الله تعالى الكاملة الشاملة العظيمة في كل جزء من السماء والأرض، وفي كل خلق من الإنسان وغيره من الحيوان والجماد والجبال والبحار وقد قال الله تعالى إشارة إلى قدرته الهائلة الشاملة الكاملة: “لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” [غافر:57].
وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” [النساء:1]. وصدق الله العظيم.
(سعيد الأعظمي الندوي)