حق شهر رمضان

طوبى لهم وبشرى
5 مارس, 2023
كيف تكون أعبد الناس وأشكر الناس؟
14 مايو, 2023

حق شهر رمضان

عبد الرشيد الندوي

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “‌رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه ‌رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة ” قال ربعي: ولا أعلمه إلا قد قال: “أو أحدهما”.

تخريج الحديث: أخرجه أحمد في المسند برقم (7451) واللفظ له، والترمذي (3545)، وابن حبان كما في «الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان» برقم (908) والبغوي في «شرح السنة» (3/198) برقم (689) وحسنه الترمذي وغيره.

وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (646) وابن خزيمة في «صحيحه» برقم (1888) والبزار في«مسنده» برقم (8116) بسياق طويل كالتالي:

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‌رقي المنبر فقال: «آمين، آمين، آمين» ، فقيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا فقال: ” قال لي جبريل: أرغم الله أنف عبد – أو بعد – دخل ‌رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين، ثم قال: ‌رغم ‌أنف عبد – أو بعد – أدرك والديه أو أحدهما لم يدخله الجنة، فقلت: آمين، ثم قال: ‌رغم ‌أنف عبد – أو بعد – ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين ” وقد روي هذا الحديث بقصة المنبر عن غيره من الصحابة منهم: أنس بن مالك، كعب بن عجرة، وجابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، وعمار بن ياسر رضي الله عنهم.

شرح الحديث: إن هذا الحديث وما يشتمل عليه من القصة الهائلة العظيمة، ومن التأكيدات البالغة، والتشديدات المضاعفة، والتهديدات المكررة الصريحة، لحقيق أن تشد الأذهان، وتستلفت الأنظار، وتسترعي القلوب، وتستثير النفوس إلى أن يجدَّ المرؤ في الفرار والحذر من هذه الخسائر والويلات المذكورة في الحديث، ويتقي بكل ما في وسعه من:

1-التفريط في حق الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلا يترك الصلاة والسلام عليه في كل موطن يشنّف فيه الأسماعَ ذكرُه المبارك، أو قصصه الشائق، أو حديثه الطيب، أو سيرته العطرة، أو نسبه الشريف، صلى الله عليه وسلم وذلك، لما له علينا من حق التوقير، والتعزير، والتعظيم، إزاء ما أنعم الله علينا بواسطته وعلى يده الكريمة، من النعم الدنيوية والأخروية، صلى الله عليه وسلم.

2-من التقصير في حق الأبوين اللذين سهِرا على تربيته وتنشئته، وقاسَيا في ذلك من الآلام والشدائد ما الله به عليم، قد تعبا لراحته، وأرِقا لنومه، ومرضا لصحته، وحزنا سروره، وبئسا لتنعمه، وأصابهما الهزال والخور والكبر في سبيل قوته وبلوغه مبلغ الشباب والاستواء والفتوة، فلما بلغ الكبر آن له أن يحسن إليهما، ويبر بهما، ويشفقا عليهما، ويخفضا لهما جناح الذل من الرحمة، ويغض أمامهما من صوته، ويدعو لهما في دعائه، ثم لا يظن أن قد جازاهما.

3-من الغفلة، والقسوة، وسوء الأعمال في شهر رمضان الذي هو شهر الرحمة، والمغفرة، والعتق من النيران، فلينتهز الفرصة، ويغتنم الحياة، ويقدر الأوقات في الإكثار من صالح الأعمال من الصيام وتلاوة القرآة، وترطيب اللسان بالأذكار، والتوبة، وطلب الغفران، والإخبات إلى الله المنان الحنان، والتصدق على الفقراء والمساكين واليتامى، وذوي القربى، وكل من يرجو منه الإحسان.

×