لقاءات ومشاهدات في رحلة علمية للدول العربية (3)
3 يونيو, 2019حديث عن النية نقطة مهمة تطلب الاهتمام بها في كل حين
22 يوليو, 2019لقاءات ومشاهدات في رحلة علمية للدول العربية (4)
أنجزنا بحول الله وقوته جميع إجراءات السفر إلى مصر، وبتنا ليلة السفر وهي ليلة الثامن من شهر مايو 1978م و29 من شهر جمادى الأولى 1398هـ في بيت أخينا محمد صديق في جدة، وكنا مطلوبين على مطار جدة لمواصلة السفر إلى القاهرة في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر بينما كان موعد إقلاع الطائرة الساعة الخامسة والنصف.
ودعنا على المطار الإخوة محمد صديق ومحفوظ الرحمن الندوي والسيد جمال، ودخلنا قاعة المغادرين حيث تسنت لنا الاستراحة قليلاً ثم صلينا العصر وجلسنا نسمع الإعلانات المتتابعة عن وصول الطائرات ومغادرتها وننتظر ساعة يعلن فيها عن رحلتنا، ولكن دون جدوى، واستفسرنا بعض المسئولين فقالوا: إن الطائرة التي ستسافر إلى القاهرة لم تصل بعد، وأيقنا بالتأخير، وفعلاً تأخرت رحلتنا إلى ما يقارب ساعة ونصف، وآن موعد الخروج من المطار بعد انتظار شاق،واتجهنا إلى الطائرة العملاقة جمبو 747 التي أقلتنا في سلامة الله ورعايته وهبطت بنا على مطار القاهرة بعد ما استمرت في الطيران أكثر من ساعتين ونصف، وكان زملاؤنا الندويون في القاهرة مطلعين على برنامج سفرنا هذا، ولكني كنت أرسلت برقية من جدة إلى فضيلة الأخ الدكتور عبد الودود شلبي رئيس تحرير مجلة الأزهر بالقاهرة، أُخبره بموعد وصولنا، فكنا ننتظره والأخوان في مطار القاهرة، ولما تمَّت الإجراءات الرسمية بعد انتظار طويل واستلمنا أغراضنا من داخل المطار وجاز لنا أن نخرج من المطار ونتنفس في جو طليق إذا بالإخوة الكرام الذين يرصدون خروجنا قد رحبوا بنا بحرارة وشوق وتعانقنا واحداً بعد واحد، وفي مقدمتهم أخونا الكريم الأستاذ نذر الحفيظ الندوي والأستاذ عبد النور الندوي والإخوة الأعزة أبو سعد الندوي وصلاح الدين الندوي وفخر الدين القاسمي وعبد الباري القاسمي وغيرهم من الإخوة الأعزة.
وقد كان فضيلة الشيخ الملك عبد الحفيظ في المدينة المنورة تكرم بإرسال برقية إلى فضيلة الأستاذ السيد حسن عاشور صاحب دار الاعتصام في القاهرة حول موعد وصولنا إلى القاهرة فوجدناه ينتظرنا خارج المطار كذلك، وتقدم إلينا فرحب بنا أحرَّ ترحيب وقدم لنا سيارته وطلب منا أن ننزل عنده في البيت، ولكننا اعتذرنا إذ أن زيارتنا لمصر إنما كانت على دعوة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف فكنا في ضيافة الأزهر الذي كان قد أعد لنا الإقامة والنزول في مضيف “مدينة البعوث الإسلامية”.
وبهذه المناسبة يسرني أن أنقل هنا النص الكامل لرسالة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر التي وجهها إلى سماحة أستاذنا العلامة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي الرئيس العام لندوة العلماء بالهند يدعو فيها أنا وأخي الكريم الأستاذ واضح رشيد الحسني الندوي بزيارة الأزهر الشريف ومؤسساته ا لعلمية، وللوقوف على الحركة العلمية والثقافية في مصر:
سماحة الأخ العلامة أبو الحسن الندوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد!
فدعماً للتعاون الثقافي الوثيق بين الأزهر الشريف في القاهرة وندوة العلماء في الهند يسرنا دعوة الأستاذين:
سعيد الأعظمي الندوي (رئيس تحرير مجلة “البعث الإسلامي”)
واضح رشيد الحسني الندوي (رئيس تحرير جريدة “الرائد”)
لزيارة الأزهر الشريف ومؤسساته العلمية، وللوقوف على الحركة العلمية والثقافية في مصر عامة، وفي الأزهر الشريف بصفة خاصة.
ولسوف تكون إقامتهما في مدينة البعوث الإسلامية طوال زيارتهما لمصر.
ولسوف أكون مسروراً بتلبية هذه الدعوة التي تدعم أواصر الإخاء والمودة بين مسلمي الهند وبين أشقائهم في مصر.
ولكم مني أزكى تحية ولجميع إخوانكم في الندوة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخ الأزهر
دكتور عبد الحليم محمود
5/ من ربيع الأول 1398هـ
12/ من فبراير 1978م
(سعيد الأعظمي الندوي)