تعقد كلية ملّي بكولكاتاحفل استقبال لرئيس ندوة العلماء العام فضيلة الشيخ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي حفظه الله

مليونية في وجه التعدي على أوقاف المسلمين ومقدساتهم في الهند
21 July, 2025

تعقد كلية ملّي بكولكاتاحفل استقبال لرئيس ندوة العلماء العام فضيلة الشيخ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي حفظه الله

إعداد: المراسل الخاص

كلكتا – 14 يونيو 2025م

في رحاب قاعة سماحة الشيخ أبي الحسن علي الندوي رحمه الله التابعة لمؤسسة ملّي التعليمية بكلكتا، انعقد حفل كريم احتفاءً بزيارة فضيلة الشيخ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي –حفظه الله–الرئيس العام لندوة العلماء وحفيد وخليفة سماحة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله. وافتتح الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها الشيخ موسى إمام قاسمي.

وفي مستهل الحفل، ألقى رئيس المؤسسة الأستاذ محمد أمير الدين (بابي) كلمة ترحيب، استعرض فيها بإيجاز مناشط المؤسسة وإنجازاتها التعليمية وخدماتها في خدمة المجتمع والأمة.

ثم ألقى الدكتور نور الصباح إسماعيل الندوي كلمة أكد فيها أن سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي لم يكن مجرد عالم أو مصلح، بل كان مدرسة فكرية متكاملة، جمعت بين الإخلاص في العبادة، والبصيرة في الفكر، والرحمة في الدعوة، والتجديد في الطرح. مشيراً إلى أن هذا الصرح التعليمي المبارك إنما هو إحدى ثمرات تلك الرؤية العميقة التي رسمها سماحته لأجل بعث الأمة والدعوة إلى الإسلام من جديد، وأضاف أن حفيده فضيلة الشيخ بلال عبد الحي الحسني الندوي حفظه الله يمثل الامتداد الطبيعي لهذا المشروع الحضاري المبارك.

ثم تحدث فضيلة الشيخ السيد بلال عبد الحي الحسني الندوي حفظه الله، فألقى كلمة جامعة شاملة، استهلها بالثناء على الدور الريادي الذي اضطلع به جده سماحة الشيخ أب الحسن الندوي في بناء منظومة متكاملة من العلم والدعوة والفكر، حيث أعاد للأمة ثقتها برسالتها، وربط حاضرها بأصولها، وجعل من الدعوة الإسلامية خطاباً عالمياً جامعاً بين الأصالة والمعاصرة.

وعالج فضيلته في كلمته المحاور الجوهرية التي يحتاج إليها العمل الإسلامي المعاصر، مؤكداً أن التعليم لا يكون غايته نيل الشهادة والوظيفة فحسب، بل بناء الإنسان الرباني، الذي يتسلح بالعلم النافع، والأخلاق الفاضلة، وروح المسؤولية في خدمة المجتمع والإنسانية.

وبيّن فضيلته أن الأزمة الحقيقية التي تواجهها الأمة اليوم ليست في قلة الإمكانيات ولا ضعف الوسائل، بل في أزمة الفكر والتصور، حيث غاب عن كثير من أبنائها الفهم الشامل للإسلام كمنهج حياة متوازن يزاوج بين حقائق العقيدة ومقتضيات الواقع.

وأكد أن الداعية الحق لا بد أن يكون عالماً راسخاً في العلم، حكيماً في القول، رؤوفاً بالناس، صبوراً على دعوتهم، متمثلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

كما شدد على ضرورة ترسيخ ثقافة الوسطية والاعتدال، التي كانت جوهر رسالة الإسلام عبر العصور، مستشهداً بالآية الكريمة: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا”.

ثم توجه بخطابه إلى الشباب خاصة، داعياً إياهم إلى الإخلاص في طلب العلم، وحسن الاستفادة من فرص التعلم، والانخراط الواعي في خدمة الدين والمجتمع، قائلاً:

“إن مستقبل الأمة مرهون بمدى إعداد أبنائها إعداداً علمياً وفكرياً متيناً، يغذيه الإيمان وتقوده التقوى”.

واختتم الحفل بدعاء فضيلته، وقد حضر في الحفل عدد ملحوظ من العلماء والمفكرين والأساتذة وطلبة العلم وأعيان المدينة، وأبدوا عن بالغ تقديرهم لهذا الحفل الكريم.