الشيخ أبو الليث الإصلاحي الندوي

طلحة بن عبيد الله
18 يوليو, 2024
الدكتور تقي الدين أحمد الفردوسي المنيري وأعلام أسرته عبر الماضي (1943–2024م)
21 نوفمبر, 2024

الشيخ أبو الليث الإصلاحي الندوي

مبين أحمد الأعظمي الندوي

الشيخ أبو الليث الإصلاحي الندوي: عالم، فاضل، كاتب، صحفي، أديب، وكان رجلاً صالحاً، ومقتصداً،وكان عضواً فعالاً لحركة الجماعة الإسلامية في الهند، وبذل في سبيلها كل غالٍ ورخيصٍ، وواجه لأجلها الشدائد وصعوبات السجن، ومع ذلك سعى دائماً أن يحسن علاقته بالحركات والمنظمات الدينية والإصلاحية الأخرى في الهند، كما أنه داوم على زيارة علماء عصره الربانيين والاتصال بهم، وكان عضوا في المجلس الاستشاري لندوة العلماء ويحضر في جلساته السنوية.

مولده ودراسته: ولد في قرية “تشاند بتي” (chand patti) من مديرية أعظم جراه بولاية أترابراديش سنة 1912م، أو 1913م، أو 1916م على اختلاف الأقوال، وبدأ التعليم في قريته، ثم درس لأيامٍ في قرية “محمد آباد غوهنه”، ثم انتسب إلى مدرسة الإصلاح ببلدة “سرائي مير” في أغسطس 1925م/1344هـ، وتعلم فيها إلى السنة الرابعة أو الخامسة من الدراسات العالية، ثم ساقه القدر إلى دار العلوم لندوة العلماء سنة 1931م/1350هـ، حيث درس لمدة سنتين وتخرج سنة 1933م/1352هـ، وفي هذه المدة، استفاد -بشكل خاص- من الأديب العلامة تقي الدين الهلالي المراكشي إلى جانب الأساتذة الآخرين العاملين في سلك التعليم لندوة العلماء.

في خدمة العلم والصحافة: عين مدرساً في دار العلوم لندوة العلماء فورَ تخرجه فيها، ولكن لم تمض سنة إلا وذهب إلى مدينة “بجنور” وبدأ فيها حياته الصحفية كعضوٍ من أعضاء الهيئة الإدارية لصحيفة “مدينة”، وظل منشغلا بها خمس سنوات، ثم حضر مدرسة الإصلاح ببلدة “سرائي مير”، ولكنه ما مكث فيها طويلاً، وارتحل إلى مهاراشترا، حيث أصبح مدرساً في مدرسة ضياء العلوم بآكوله، ثم رجع الشيخ أبو الليث الإصلاحي الندوي إلى مدرسة الإصلاح بأمر من الأستاذ أبي الأعلى المودودي سنة 1946م/1362هـ، وانشغل بوظيفة التدريس فيها، ودرِّس أمهات الكتب أمثال صحيح البخاري، وسنن الترمذي، وبداية المجتهد.

مشاركته في الجماعة الإسلامية في الهند: وانضم مبكرًا إلى “الجماعة الإسلامية” التي أسسها الشيخ أبو الأعلى المودودي، ولما هاجر المودودي وعددٌ من أهمِّ أعضاء الجماعة إلى باكستان بعد تقسيم الهند، عيِّن أميراً للجماعة في الهند، فكان أميرها من 1948م إلى 1971م، ثم استعفى منها واستأثر الإقامة في قريته، واغتناماً لهذه الفرصة تم تعيينه رئيساً لجامعة الفلاح ببلدة “بليريا غنج” بمديرية أعظم جراه، فكان يؤدي واجباته بقدر ما يمكن بالسهولة، وللمرة الثانية عيِّن أميراً للجماعة الإسلامية سنة 1982م، وتنازل عنها سنة 1990م، وألقى عصاها في قريته، يقضي ليله ونهاره في عبادة الله وتأليف الكتب بعيداً عن الأضواء والسمعة.

إلى جانب كتابته في صحف ومجلات شتى من بينها “الضياء” و”الندوة”، و”مدينة” و”فاران” و”إنصاف” و”دعوت” وغيرها، ألف كتباً عديدة معظمها تتناول الجماعةَ الإسلاميةَ، وقد طبعت مراسلاته مع الشيخ حسين أحمد المدني -رحمه الله- إلا أن المؤسف أن بعض أعماله العلمية ومراسلاته مع كبار العلماء والقادة لم تطبع حتى الآن، خصوصاً أن مقالاته مع تنوع موضوعاته الدينية والسياسية جديرة بأن تجمع وتطبع بعد التهذيب والتنقيح.

وفاته: توفي في 5/ من ديسمبر 1990م المصادف 17/ من جمادى الأولى 1411هـ، ودفن في قريته. جزاه الله عن الأمة وأسكنه دار النعيم!.

×