سياسة معادية ضد المسلمين
6 يونيو, 2021الحاجة إلى محاسبة النفس
17 أغسطس, 2021رائد القوم لا يكذب أهله
لقد عمَّ المثل العربي المعروف “رائد القوم لا يكذب أهله” وإنه مثل صادق لأن الركب يعتمد عليه في سفره ورحلته، ويستفيد به في صيانته من الخطر الذي قد يواجهه فيما قد يواجهه حينما يأتيه من الطرق المقبلة، وكانت الأمكنة والبقاع في الماضي غير معبدة وغير آمنة في أكثرها.
ولم يزل هذا المثل يستعمل في كلام الناس، ويستدلون به في إبداء الطمأنينة في أعمالهم وبرامجهم، ويرونه صادقاً فيما يقومون به من أعمالهم، وتعتمد صحيفتنا “الرائد” على هذا المثل؛ وقد أمضت 62 عاماً منذ صدورها عام 1959م،وقد مرت بظروف وأحوال قاسية، وأبدت رأيها في أحوال متغيرة وغير صالحة، وأبدت في شأنها رأيًا لائقًا بما يجب، نرجو من الله تعالى أن يتقبل عملها.
كانت ظروف العالم وأحوال بقاعه التي مرت الصحيفة من خلالها، قاسية في الوطن العربي بصورة عامة، وواجهت الصحيفة في إبداء رأيها اللائق الصحيح استنكاراً في مناسبات مختلفة، ولكن الصحيفة صمدت أمام هذه العقبة.
لقد حكمت القوى الكبرى على الدول الصغرى، واستغلتها لأهدافها الجائرة، فنبهتت الأقلام المخلصة وكشفت أضرارها، وأدت بذلك الحق، وظهرت حقيقتها فيما بعد حين وصلت الدول الصغرى المشتملة على البلدان الإسلامية إلى أسوأ حال، وكان حق هذه البلدان أن تقاوم وتصمد أمام الجور المحيط بها، ولكنها ضعفت وانهارت أمام الجور الذي قد دهمها بما فيه تعاليم دينها حتى وصل الأمر إلى ما يتعرض له المسلمون اليوم في كل مكان، وعلى كل حال، ندعو الله تعالى لنا بالتوفيق وأن نكون مخلصين في قولنا وعملنا رغم التأثير السيئ في بقاع العالم الإسلامي.
وقد اختارت القوى الغالبة وسيلتين مؤثرتين لتغيير أذهان الشعوب المسلمة وهما وسيلتا التعليم والصحافة، وكلتاهما اليوم بأيدي الخصوم والمعارضين، وإنهما وسيلتان لهداية أوضلال للشعوب التي تمر بهما،واختارت الدول الكبرى هاتين الوسيلتين لتغيير الأذهان والعواطف كذلك، فكم من الشعوب تحولت إلى غير ما تتصف به من الدين والفكر، وتأثرت بذلك الشعوب الإسلامية والعربية بتأثير هاتين الوسيلتين، وقامت صحيفتنا مع الصحف الإسلامية الصالحة الأخرى بتنبيه الناس لذلك، وتلقت تأييد أهل الفكر الإسلامي والحمد على ذلك.
ونشكر الله تعالى على أن صحيفتنا “الرائد” قد اهتمت بذلك واستفادت من أقلام مخلصة للحق، فقد رأس إدارتها أخونا المرحوم الشيخ محمد واضح رشيد الحسني الندوي نحو خمسين عاماً، جزاه الله تعالى خير الجزاء، وحرمت منه الصحيفة قبل عامين، ولكن الذين تلمذوا على تربيته هم رجال أكفاء، ومنهم السيد جعفر مسعود الحسني الندوي رئيس تحرير صحيفتنا الرائد، وزميله الأخ محمد وثيق الندوي مدير تحريرها، ونرجو من الله تعالى أن تبقى هذه الصحيفة على طريقها المستقيم إن شاء الله تعالى، وتؤدي دورها الذي أدته سابقاً بإذن الله تعالى وندعو الله تعالى بذلك،وتدخل صحيفتنا في العام الثالث والستين من عمرها بهذا العدد، والله ولي التوفيق.
(محمد الرابع الحسني الندوي)