مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الْأَرْزَةِ
28 يونيو, 2020الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ
13 سبتمبر, 2020حب النبي صلى الله عليه وسلم في قلب أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه
عن رفاعة بن رافع، قال: سمعت أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، يقول على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فبكى أبو بكر حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سري عنه، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا القيظ عام الأول: ” سلوا الله العفو والعافية، واليقين في الآخرة والأولى ”
تخريج الحديث: وأحمد (6) أبو يعلى الموصلي:(86) والبغوي في شرح السنة (1377) والحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج:1ص: 711) رقم: (1938)
شرح الحديث: إن بكاء أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه على المنبر عند ذكر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يدل على ما كان في قلبه من حب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الصادق ومن رقة وخشوع وهكذا كان حال الصحابة الكرام رضي الله عنهم كما قد روى الإمام مسلم في صحيحه برقم: 2454عن أنس، قال: قال أبو بكر رضي الله عنه، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء. فجعلا يبكيان معها انتهى
وليلاحظ في الحديث أن الآخرة تقدم ذكرها على الأولى لأن الآخرة خير وأبقى. وقد شرح الحكيم الترمذي هذا الحديث في كتابه (نوادر الأصول في أحاديث الرسول) 1/292 فقال: اليقين هو استقرار النور في القلب والصدر وذلك أن نور الإيمان في القلب والشهوات بظلمتها وفوران دخانها متراكمة على القلب قد أظلمت من الصدر وحالت بين عيني القلب وبين رؤية أمور الغيب فهو مقر بالغيب من الجنة والنار والحساب وأهوال الموقف وتدبير الله تعالى في دنياه إلا أن نفسه تشبه عليه بخدعها وأمانيها لأنها لم تصر له كالمعاينة وليس الخبر كالمعاينة فإذا امتلأ القلب من النور كان كمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحارثة حين قال يا رسول الله كأني أنظر إلى عرش ربي بارزا الخبر فاليقين استقرار القلب بذلك النور يقال في اللغة يقن الماء في الحفرة أي استقر وأما العافية والعفو فكل واحد منهما مشتق من صاحبه فالعفو في الآخرة والعافية في الدنيا وهو أن يعفى عنك من الخذلان فلا تخذل حتى لا تقع في الذنب وأن يعفى عنك حتى لا تصيبك الشدائد والبلايا وأصله من العفو فقد عفى عنك أن يصيبك هذا وأن تصيبك شدائد الآخرة وكلاهما في المعنى واحد إلا أن العفو يستعمل في أمور الآخرة والعافية في أمور الدنيا. والحمد لله وصلى الله وسلم على المصطفى وعلى آله وصحبه.
(عبد الرشيد الندوي)