“الرائد” تتم الحادي والستين من عمرها

فيروس كورونا ذريعة للخطر في هذه الأيام
28 يونيو, 2020
أمم الشرق اليوم قد أصبحت غير معتنية
13 سبتمبر, 2020

“الرائد” تتم الحادي والستين من عمرها

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.

فإنه يسرني أن صحيفتنا نصف شهرية “الرائد” تتم بهذا العدد العام الحادي والستين من عمرها، وقد مرت في عمرها الماضي من ظروف وأحوال للأمة الإسلامية، كانت مساعدة حيناً، وكانت قاسية حيناً آخر، لأن أحوال الزمان لهذه المدة قد واجهت حيناً بين الشعوب والحكومات تعاوناً فيما بينها، وواجهت حيناً آخر تفرقاً ومشاجرة وخصومة، تصبح الصحافة في مثل هذه الأحوال مسئولة للنصحية وتوجيه سديد لردّ الخصومة والعداء بين الأصدقاء والإخوان، وقد تصبح الصحافة حيناً آخر مساهمة في تفريق وتخاصم بينهم،ويصبح طريق الخير مسدوداً وطريق الشر مفتوحاً.

ونحن حينما ننظر إلى أحوال الأمة الإسلامية نجدها خائضة في السوء أكثر، وعندما نبحث في أسباب ذلك نجد أكبرها كبرى دول الأرض سبباً لسياستها ورغبتها في سيادة كاملة للعالم، وخضوع الدول الصغرى لسيطرتها.

لقد مرت صحيفتنا”الرائد”خلال المدة الماضية من هذه الأحوال، ونجد أن صحيفتنا سلكت منذ أول يوم لصدورها على الطريق الإسلامي الأخوي الراشد، لأنها اتخذت هدفها منذ صدورها خدمة الجمع للأمة الإسلامية، فكانت تنشر مقالات وكلمات تعين في الوصول إلى هذا الهدف، وكان مسئولو إدارتها ينظرون إلى الأحوال والظروف من هذه الناحية، وكانت تجد من أحوالها حيناً قسوة وحيناً استحساناً وتائيداً، ونشكر الله تعالى على أننا قضينا عن طريق هذه الصحيفة ما يصح به أن نقول أنها بسيرتها هذه قد أدت المعنى القويم لكلمة “رائد القوم لا يكذب أهله” وكنا اخترنا اسم “الرائد” ممثلة لهذه الفقرة الصالحة “رائد القوم لا يكذب أهله”.

فجميع المسئولين العاملين في هذه الصحيفة داموا ساعين لأداء فريضة هذه الفقرة الصالحة السديدة، فإن هدف أعمال الصحيفة هو أن تهدي وترشد قراءها إلى ما فيه خيرهم، لقد أدى مسئولو هذه الصحيفة خيراً ونصحاً، وبعضهم ارتحلوا مثل الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي، ويؤدي الآخرون عملهم بخير مثل الدكتور الشيخ سعيد الأعظمي الندوي وغيره، حفظهم الله ورعاهم، والله ولي التوفيق، وله المنة والفضل، وله الشكر والحمد والثناء.

 

(محمد الرابع الحسني الندوي)

×