الاتجاه المتنامي للطائفية في البلد

رب أخ لك لم تلده أمك
17 يناير, 2024
إنها عصابة وليس كيان…
17 مارس, 2024

الاتجاه المتنامي للطائفية في البلد

سعد مبين الحق

فاز حزب “بي جى بي” الحاكم بأغلبية كاسحة في انتخابات المجالس التشريعية التي جرت أخيرًا في ثلاث ولايات في الهند:مدهيابراديش وراجستهان وجهتيش كره،بينما منيت الأحزاب المعارضة وفي مقدمتها حزب المؤتمر الوطني لعموم الهند، بهزيمة نكراء،وقد اتخذ حزب “بي جى بي” الحاكم سياسة طائفية متطرفة، وأطلق هتافات هندوسية متعصبة، وبذلك استلفت أنظار الناخبين الهندوس إليه، وتساعده في ذلك منظمة آر إيس إيس الهندوسية المتعصبة التي يرأسها موهن بهاكوت الذي يعرف بـ”أقوى شخصية” وراء القرارات الجوهرية التي تتخذها حكومة مودي، وقد قال مؤخرًا في تصريح له: يجب علينا نحن الهندوس أن نتحد فيما بيننا نابذين وراءنا سائر الخلافات الفئوية والمذهبية، وننسى ما كان بيننا في الماضي من تفاوت طبقي، ونتعاون فيما بيننا لتحقيق الحلم وهو تحويل الهند إلى دولة هندوسية بحتة، وقد غرست هذه المنظمة الهندوسية في قلوب الهندوس بذور الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين،ولذلك لا يهمهم إلا تضييق خناق الحياة على المسلمين مهما كلف ذلك من ثمن، وهم يعانون من الغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية، والحاجيات الأساسية، والبطالة، وغياب فرص العمل والوظائف.

وكل من يتابع الحملات الانتخابية التي قام بها حزب “بي جى بي” الحاكم في ولايات مدهيابراديش وراجستهان،وجهتيش كره، يجد أن أعضاء حزب “بي جى بي” استخدموا بطاقة الهندوتية كما استغلوا بناء معبد راما بأجودهيا الذي سيحتفل به في الثاني والعشرين القادم من شهر يناير الجاري،وسيقوم رئيس الوزراء الهندي مودي بأداء مراسيم الاحتفال.

وقد أدلى الوزراء ونشطاء الحزب بتصريحات صحفية وإعلانات انتخابية: “الهند لنا نحن الهندوس، فليس فيها مكان لغيرهم” كما أثاروا الطائفية في الهندوس والكراهية والعداء للمسلمين بتصريحاتهم الاستفزازية، فكسبوا بنعراتهم الطائفية الاستفزازية تائيد الهندوس ففازوا بالانتخابات التي جرت في أربع ولايات.

أما الأحزاب المعارضة فإنه لا يوجد فيما بينها اتحاد أو تفاهم لكسب الانتصار على الحزب الحاكم، ولذلك تفرقت الأصوات في دائرة واحدة بين مرشحين، وفاز مرشح حزب “بي جى بي”، وتفيد تقارير صحفية أن لجنة الانتخابات المركزية تتعاطف مع الحزب الحاكم ففرضت قيودًا على مرشحين معارضين لمرشحي الحزب الحاكم، وأفادت بعض الصحف والقنوات التلفازية أن رجال الأمن خلال عملية الاقتراع أحدثوا عراقيل في وجه مؤيدي الأحزاب المعارضة، وسهلوا لمؤيدي الحزب الحاكم، فكأن لجنة الانتخابات متعاطفة مع الحزب الحاكم، وقد شكت بعض الجهات الحرة في نزاهة ماكينات الاقتراع، ولذلك ترتفع مطالبات بعدم الانتخاب عبر الماكينات الالكترونية، وإجراء الانتخابات عبر “صندوق الاقتراع وورقة الانتخاب” كما كان في الماضي، ولكن الحزب الحاكم لا يرضى بذلك.

×