أخونا العزيز الشيخ جعفر مسعود الحسني الندوي في ضوء كتابه “خواطر”

الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي في سطور
12 أبريل, 2025
الفقيد الغالي: الأخ العزيز جعفر مسعود الندوي
12 أبريل, 2025

أخونا العزيز الشيخ جعفر مسعود الحسني الندوي في ضوء كتابه “خواطر”

فضيلة الدكتور حسن الأمراني الحسني

 

بسم الله ذي الجلال والإكرام، “غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ”.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الذي أرسله الله “شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا” “وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا”.

أما بعد، فهذا كتاب جليل النفع، جميل الوقع، ألَّفه الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي، واختار له اسم “خواطر”، وعالج فيه عددًا من القضايا التي عرضت لخاطره في مناسبات متعددة، بأسلوب ميسر، وعميق، والطابع العام لهذه الخواطر هو الإصلاح، في وجوهه الخلقية، والاجتماعية، والسياسية، والحضارية.

إن قارئ هذا الكتاب يحسّ بإن الهدف من تأليفه هو نهضة الأمة، واستعادة رسالتها في خدمة الإنسانية، وذلك بإشاعة قيمها القائمة على المؤاساة، والمساواة، والعدالة، والحرية، والاعتدال، والوسطية، وذلك هو ما مكّن قديمًا، وما يمكّن حديثًا، من بناء حضارة راشدة من جديد، إذ “الحضارة في الواقع ليست تقدُّمًا ماديًّا مقطوع الصلة بالأخلاق والضوابط والحدود التي تحفظ الكيان الإنساني والكيان الاجتماعي”. ولا يمكن النهوض من جديد إلا بالتحرُّر من مفاهيم الغرب. “الغرب غرب، يغرب فيه كل ما نعدُّه من الفضيلة، والحياء، والحشمة، والكرامة، والأخلاق، والقيم، الإنسانية الرفيعة”.

وإن شئنا اقتراح محاور تندرج تحتها هذه “الخواطر” استطعنا تلخيصها في ما يلي:

  1. الأخلاق 2. التوحيد
  2. حسن التأسي بمحمد صلى الله عليه وسلم
  3. العلاقة بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي.

وضمن هذه المحاور يعالج الكاتب القضايا الآنية، مثل “طوفان الأقصى”، وما سمي “الربيع العربي” الذي أجهضته الثورات المضادة التي موَّلها الغرب، والأوبئة المادية والمعنوية التي رعاها الغرب، مثل “كورونا”، و”الإنفلوانزا” في أشكالها المتعددة، والقيم الفاسدة التي تسلخ البشرية عن فطرتها الآدمية.

ولعل القارئ يسبق إلى ذهنه سؤال: لِمَ اختار الكاتب اسم “الخواطر” لكتابه، و”الخاطرة” يغلب عليها أن تكون من اللمح العابر، الذي قد يغلب عليه العاطفة، ولا يترك لسلطان العقل إلا هامشًا صغيرًا؟

يحملنا هذا على أن نعرّف الخاطرة، كما حددها النقد الأدبي.

فما الخاطرة؟ وما الفرق بينها وبين المقالة؟

وهل الكتاب خواطر أم هو مقالات؟

لتبين ذلك ينبغي تحديد مصطلح المقالة ومصطلح الخاطرة.

ونختصر فنقول:

1 ـــ المقالة: أول استعمال لكلمة مقالة ظهر حين نشر الناقد الفرنسي مونتين كتابه (مقالات Essais) عام 1580م.(1)

و”المقال ليس حشدًا للمعلومات، وليس كل هدفه أن ينقل المعرفة، بل لابد إلى جانب ذلك أن يكون مشوقًا”.

“ولما لم يكن للمقال ميدان محدد فقد رأيناه يتنوع أنواعًا عدة، فمقال أدبي، وآخر سياسي، وثالث اجتماعي، ورابع نقدي.. إلى غير ذلك من الأنواع”.

2 ــ الخاطرة: في ميزان النقد الحديث أن “الخاطرة من الأنواع النثرية الحديثة التي نشأت في حجر الصحافة، ولكنها تختلف عن المقالة من عدة وجوه:

فالخاطرة ليست فكرة ناضجة وليدة زمن بعيد، ولكنها فكرة عارضة طارئة.

وليست فكرة تعرض من كل الوجوه، بل هي مجرد لمحة.

وليست كالمقالة مجالا للأخذ والردّ، ولا هي تحتاج إلى الأسانيد والحجج القوية لإثبات صدقها، بل أقرب إلى الطباع الغنائي”.

“الخاطرة أقصر من المقال، وهي لا تجاوز كثيرًا نصف عمود من الصفحة، وعمودًا من المجلة.”

“الخاطرة تكون عادة ــ وهي تختلف في ذلك عن المقال ــ بلا عنوان.”(2)

ولكن المتأمل يجد أنّ فن الخواطر ليس طارئًا على أدبنا، ولا مستحدثًا كما يذهب المعاصرون، وإن كان شاع مع أدباء عصر النهضة. إن لهذا الفن، باعتباره مصطلحًا، جذورًا في ثقافتنا. فقد كتب ابن الجوزي: “صيد الخاطر” (3)، وعلل هذه التسمية، مما يدلّ على أنه كان على وعي بأنه يخط شيئًا غير معهود عند كثير من الناس.

قال علي الطنطاوي في مقدمة الكتاب: “إن الخواطر لا تفتأ تمرُّ على الذهن، كأنها الطيور التي تجوز سماء الحقل، فكأنك ما رأيتها، فإذا أنت اصطدتها وقيدتها ملكتها أبدًا. لذلك جعل المؤلف الكتاب “قيدًا لصيد الخاطر”، فكان الاسم نفسه نفحة من نفحات العبقرية. وقد قلده فيه أحمد أمين، فسمى مقالاته: “فيض الخاطر” وشتان ما هما” (4).

قال ابن الجوزي في مقدمة كتابه: “لما كانت الخواطر تجول في تصفح أشياء تَعرض لها، ثم تُعرض عنها، كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر لكيلا يُنسى. وقد قال عليه الصلاة والسلام: “قيدوا العلم بالكتابة”. وكم قد خطر لي شيء، فأتشاغل عن إثباته فيذهب فأتأسف عليه. ورأيت من نفسي أنني كلما فتحت بصر التفكّر، سنح له من عجائب الغيب، ما لم يكن في حساب. فانثال عليه من كثيب التفهم ما لا يجوز التفريط فيه، فجعلت هذا الكتاب قيدًا، لصيد الخاطر. والله ولي النفع إنه قريب مجيب”(5)

وخواطر ابن الجوزي في معظمها قصيرة، لا تتجاوز الصفحة أو الصفحتين، وقد تكون جملة واحدة أو نحو ذلك، كالخاطرة السابعة التي سماها “في علو الهمة”، وهي هذه:

“من علامة كمال العقل، علو الهمّة، والراضي بالدون دنيّ:

ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام”

غير أنها قد تطول، أحيانًا، فتتجاوز عشر صفحات، مثل الخاطرة رقم 19، التي عنوانها: “انحراف الصوفية”.

هذا وقد سمى الشيخ علي الطنطاوي أحد كتبه: “صور وخواطر”. فهل كان ينظر في هذا إلى صنيع ابن الجوزي؟

وما لنا نذهب بعيدًا، وأمامَنَا إمامُنَا الشيخ أبو الحسن على الحسني الندوي وكتابه: “خواطر وفصول”؟

لقد سمى الأستاذ جعفر مسعود الحسني الندوي كتابه: “خواطر”. فهل كان يريد الاقتداء في هذا الاختيار بشيخه أبي الحسن؟

لا ريب أن هناك شيئًا من هذا، سواء أقصده المؤلف أم لم يقصده، لأن روح أبي الحسن الندوي الحسني تتجلى في الكتاب.

والآن من حقنا أن نسأل أنفسنا: هل تنطبق على الكتاب الذي نحن بصدده الشروط المذكورة في فن الخاطرة آنفًا؟

الحق أن ما تضمنه هذا الكتاب يتراوح ما بين الخاطرة والمقالة، فغلبة حضور الروح والوجدان تجعله يندرج ضمن الخواطر، إلا أنه في الوقت ذاته يجمع إلى ذلك الحجج والبراهين، مما يسمح بإدراجه في فن المقالة. فهو بهذا يخاطب العقل والقلب معًا. وسبب هذا هو أن الكاتب جعل شعاره الإصلاح، إصلاح النفس وإصلاح المجتمع. وموضوعاته تمسُّ الأخلاق، والتربية، وبناء الروح، كما أن خواطره تعالج قضايا المجتمع السياسية والاجتماعية والحضارية. فكان من الطبيعي إذاً الجمع بين جذوة الروح وشعلة العقل.

وقد نشر المؤلف هذه “الخواطر” في صحيفة “الرائد”، ما بين 2019م ـ 2023م.

ومما يشغل الكاتب، قضية الإسلام والغرب، فهي تبرز منذ مطلع الكتاب، ثم ما تلبث أن تظهر في مقالات أخرى، إلى آخر الكتاب.

قلت إن الكاتب لا يكتفي بالكتابة العاطفية التي تحرك الوجدان، بل يجمع من الحجج والبراهين ما ينصر به أطروحته. وهذه الحجج والبراهين متنوعة، فهي مستمدة من التاريخ حينًا، البعيد منه والقريب، والشرقي منه والغربي، وهي تستند إلى تجارب واقعنا المعاصر، وإلى شواهد من النصوص، وفي مقدمتها نصوص القرآن والسنة، وأقوال للسلف من الأمة، من الصحابة والتابعين، ومن تلاهم إلى عصرنا هذا. كما يقدم شهادات من الغرب المسيحي، لرهبان منصفين. وهو بعد ذلك يصوغ كل ذلك وفقًا لرؤيته المتميزة.

يجد المتبصر في هذه الخواطر أن الكاتب مخلص لأرومته، ومقتبس من جذوتها روحًا تهيمن على الكتاب. هذه الروح التي أوقد جذوتها الشيخ عبد الحي الحسني، وتلقفها الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي، فسرت في شرايين كاتبنا ماء عذبًا فراتًا. فلذلك ما يفتأ يستحضر تلك الروح، وهو يراها جامعة لما يريد أن يبلغه من أفكار وعواطف.

ليس الأستاذ جعفر مسعود الندوي خريج ندوة العلماء فحسب، بل هو خريج مدرسة شيخها أبي الحسن الندوي، الذي تسري روحه الإيمانية، ووثباته الفكرية، في ثنايا سطور هذه الخواطر.

وهذه بعض الشواهد على ذلك:

ففي الخاطرة التي عنوانها: “التخلص من مركب النقص هو العامل الأساسي للتقدم والنهضة”، يقول: “إن النظر إلى تلك الفترة الذهبية التي كان يحكم فيها الإسلام ويسود فيها النظام الإسلامي في كل مجال من مجالات الحياة، يعيد إلينا الثقة بالإسلام، ويخلصنا من الشعور بمركب النقص، وهذا ما نحتاج إليه الآن، يقول المفكر الإسلامي الهندي الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي: “لا ينهض العالم الإسلامي إلا برسالته التي وكلها إليه مؤسسه صلى الله عليه وسلم والإيمان بها، والاستماتة في سبيلها، وهي رسالة قوية واضحة مشرقة، لم يعرف العالم رسالة أعدل منها ولا أفضل ولا أيمن للبشرية منها، وهي نفس الرسالة التي حملها المسلمون في فتوحهم الأولى، والتي لخصها أحد رسلهم في مجلس يزدجرد ملك إيران بقوله: “الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”، رسالة لا تحتاج إلى تغيير كلمة وزيادة حرف”.

وفي الخاطرة التي عنوانها: “إلى حقيقة الإيمان وحلاوته” يقرر أن الأوضاع الراهنة لا ينبغي أن تبعث فينا اليأس والقنوط، ويستحضر قول أبي الحسن الندوي في ذلك: “لست قانطًا من ظهور حقيقة الإسلام في هذا العصر، ولا نصدق ما يقال بأن الزمان قد تغيَّر، والمسلمين قد ابتعدوا جدًا عن روح الإسلام، فلا أمل في حقيقة الإسلام وغلبتها من جديد، انظروا إلى ورائكم ترون جزر حقيقة الإسلام قائمة منتشرة في فجر التاريخ، وأن الحقيقة لم تزل تطفو كلما رسبت، وتظهر كلما اختفت، وكلما ظهرت حقيقة الإسلام وتجلت في ناحية من نواحي العالم الإسلامي، أو عصر من عصور التاريخ، غلبت وانتشرت”.

وفي”مهمة العالم الإسلامي اليوم” يعود إلى الاستشهاد بالشيخ أبي الحسن الندوي.

ثم يعود إليه مرة أخرى في “أرض البشرية في حاجة إلى سمادها”.

ثم هو في خاطرة “بالإسلام سعدنا وعززنا” يورد بعض ما قاله الشيخ أبو الحسن في حفل تكريمه في دبي، عام 1999م.

ولا بأس من أن نقتطف من هذه الكلمة الأخيرة شذرة لأهميتها. “إن العالم العربي بحر بلا ماء، كبحر العروض، حتى يتخذَ سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم إمامًا وقائدًا لحياته وجهاده، وينهضَ برسالة الإسلام، كما نهض في العهد الأول، ويخلّصَ العالم المظلوم من براثن مجانين أوروبا الذين يأبون إلا أن يقبروا المدنية، ويقضوا على الإنسانية القضاء الأخير، بأنانيتهم واستكبارهم وجهلهم، ويوجّهَ العالم من الانهيار إلى الازدهار، ومن الخراب والدمار والفوضى والاضطراب، إلى التقدم والانتظام، والأمن والسلام، ومن الكفر والطغيان، إلى الطاعة والإيمان، وإنه لحقٌّ على العالم العربي، سوف يسأل عنه عند ربِّه، فلينظر بماذا يجيب”.

وهناك مواطن أخرى، استشهد فيها بقول الشيخ أبي الحسن الندوي، مثل ما ورد في الخاطرة التي عنوانها: “جبهة جديدة للهجوم على الإسلام” حيث يقتبس كلامًا قويًا من كتابه “إلى الإسلام من جديد”.

فلا غرو إن نحن حكمنا بأن الكاتب تخرج في مدرسة الشيخ أبي الحسن الندوي رحمه الله تعالى.

وهناك أسماء مفكرين آخرين كانت حاضرة في الاستشهاد، مثل سيد قطب، ومحمد قطب، ويوسف القرضاوي، ومحمد الغزالي، ومالك بن نبي، مما يدل على أن هذه الخواطر لم تكن مجرد لمعات كالبرق، بل كانت نتيجة تفكير وروية.

ولم يكن علماء الإسلام وحدهم مرتكزًا لهذه الخواطر، بل كان لعلماء الغرب، ولا سيما المنصفين منهم، نصيب.

ونكتفي بضرب مثل واحد، وهو رد بعض الرهبان الزعم السائد بأن الإسلام انتشر بالسيف.

ففي خاطرة عنوانها: “أسخف خرافة رددها الناس في التاريخ” يفتتح بشهادة راهب، كان شماخا (شماسا) في إحدى الكنائس، مضمونها: أن الذين يزعمون بأن الإسلام انتشر بالسيف لم ينتبهوا إلى أنه لم تذكر في القرآن كلمة “سيف” إطلاقا. وفي مقابل ذلك، فإن المسيحية التي يزعمون أنها دين التسامح والمحبة، هي دين الاضطهاد، وأن كلمة السيف وردت في الإنجيل مائتي مرة، وأن دول أوروبا دخلت المسيحية بحد السيف، لا بتعاليم المسيح. وأنهم يرددون كلمة لا يؤمن بها أحد منهم، وهي: “من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر”.

ويستشهد على صدق هذا الرجل بما كتبه راهب آخر، نشر كتابًا سماه: “المسيحية والسيف، وثائق إبادة هنود القارة الأمريكية على أيدي الغزاة المسحيين” (6) ووصف فيه الملوك المسيحيين بالدمويين الذين ارتكبوا مجازر تقشعر منها الجلود وترتعد منها الفرائص في الأراضي التي دخلوها واحتلوها وأدخلوا شعوبها في المسيحية بأدوات الحرب لا بتوجيهات المسيح” (7)

أما انتشار الإسلام سلمًا، فقد استشهد عليه بإسلام التتار والمغول، وإسلام ماليزيا وأندونيسيا، كما قوى استشهاده برأي الكاتب الأمريكي الشهير أليكس هيلي الذي قال في كتابه “الإسلام في مفترق الطرق”: “إن اتهام الجيوش المسلمة بأنها خرجت تخضع الشعوب كلها بالقهر وحد السيف للإسلام هو أسخف خرافة رددها الناس في التاريخ”.

بقي أمر جدير بأن نشير إليه، وهو أن الكاتب يعرض لبعض الأوهام التي صارت عند طائفة كبيرة من الناس وكأنها من الحقائق المطلقة، بسبب التضليل الإعلامي، فيأتي عليها الكاتب من القواعد لبطلانها، سواء أتعلق الأمر بأحداث من التاريخ القديم، أم بوقائع من التاريخ المعاصر.

وحسبنا هذا المثل من التاريخ المعاصر، فقد ردَّ خرافة شاعت، وهي الإسلام هدم الحضارات التي سبقته، ويستشهدون بفعل لطالبان، وهي أنهم هدموا تماثيل بوذا، في حين: “أن أفغانستان فتحت في عهد الصحابة رضوان الله عليهم، وظلت تماثيل بوذا أربعة عشر قرنًا، وعاش طالبان مع تماثيل بوذا خمسة أعوام، ولما جاءت الأقلية الشيعية وحاولوا الاتفاق مع البوذيين واليابان لإسقاط نظام طالبان فهدموها، فالعمل السياسي دفع الطالبان إلى هدمها”.

وتلك حقيقة كانت تغيب عن كثير من الناس.

ولو أردنا استقصاء ما يشد القارئ من هذا الكتاب لطال بنا الحديث. ولكني أطمئن القارئ صادقًا على أن عَيْبَـــتَهُ(8) الإيمانية والعلمية ستجد في ما هو بين يديه من الكتاب ما يزكيها.

وما توفيق إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.

الحواشي:

(1) Michel de Montaigne: Essais 1580/ وقد قع وهم في كتاب الدكتور عز الدين إسماعيل: « الفنون الأدبية” حيث ذكر تاريخ 1850 بدلا من 1580. وما أحسبه إلا خطأ من الناشر.

(2). ينظر في ذلك الكتاب المذكور آنفا: الفنون الأدبية لعز الدين إسماعيل.

(3). راجعه علي الطنطاوي، وحققه ناجي الطنطاوي، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى 1980م ــ 1960م.

(4). صيد الخاطر. ص. 5–6.

(5). نفس المرجع: 336.

(6). يقول الدكتور جلال محمد صالح، على موقع (رابطة علماء إرتيريا): “يعد كتاب (المسيحية والسيف) من أهم وثائق إبادة هنود القارة الأمريكية، على أيدى النصارى الإسبان، كتبه المطران برتلومي ديلاسكازاس، وهو شاهد عيان، قص فيه ما رآه ووثقه بأم عينيه، وترجمه سميرة عزمي الزين، ولم يذكر الناشر اللغة التي ترجم منها، وربما كانت الاسبانية، وهو من منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية.

(7). خواطر ص:23.

(8). سمى ابن رشيد السبتي رحلته: ملءُ العيبة فيما جمع بطول الغيبة في الوجهتين الكريمتين إلى مكة وطَيبَة.

×