إنها عصابة وليس كيان…
17 مارس, 2024الانتخابات البرلمانية في الهند
18 مايو, 2024يخشى أن ينفلت زمام الأمن في البلد
سعد مبين الحق
نظرًا إلى اقتراب موعد الانتخابات العامة في البلد نشطت المنظمات الهندوسية المتعصبة لإثارة قضايا تعكر جوّ الوئام الطائفي، ومن هذه القضايا قضية مسجد “كيان وابي” في مدينة “بنارس” التي يمثلها في البرلمان الهندي رئيس الوزراء “مودي” وكان الهندوس منذ مدة يدعي – حسب زعمهم – أن هذا المسجد بني على أنقاض معبد هندوسي، ورفعوا القضية إلى المحكمة العالية وطالبوا بسماح القيام بأداء العبادة الهندوسية في المسجد، وأخيرًا أذنت المحكمة بالقيام بمراسيم الوثنية في قبو بناء المسجد فثار السخط والاضطراب في المسلمين فطالبوا المحكمة بمنع الهندوس من أداء العبادة الوثنية داخل المسجد، ولكن المحكمة رفضت طلبهم ولم تصغ إليهم أي إصغاء،فقام المسلمون بمظاهرات واحتجاجات سلمية ضد قرار المحكمة.
إن هذه الخطوة التي اتخذتها المحكمة بمطالبة الهندوس بتحويل مسجد “كيان وابي” إلى معبد هندوسي، تنذر بخطر على هدم هذا المسجد التاريخي وبناء المعبد الهندوسي في مكانه كما وقع في قضية المسجد البابري الذي هدّمه الهندوس عنوة عام 1992م، وأخيرًا قد تم الاحتفال بمعبد راما الذي بني في مكان المسجد البابري التاريخي، وقد شارك في مناسبة هذا الاحتفال رئيس الوزراء الهندي “نريندرا مودي” وكبار الوزراء، ورجال الأعمال، ونجوم الأفلام من الهندوس.
يقول المتابعون للأحداث الأخيرة أن الحكومة الراهنة التي يقودها حزب “ب جى بي” وهو الجناح السياسي لمنظمة “آر إيس إيس” الهندوسية المتطرفة، تريد من خلال هذه الخطوات كسب الفوز في الانتخابات العامة البرلمانية التي ستعقد في شهر أبريل القادم، كما تريد أن تعرض أمام الناخبين الهندوس أنها حامية لهم ومنقذة، وتسعى لإقامة دولة هندوسية خاصة بهم، لا يكون فيها مكان للمسلمين، ولذلك قد أثيرت القضايا الاستفزازية لاستغلال الوضع لكسب الانتخابات.
ومن هذه الخطوات التي تتخذ كضمان للنجاح في الانتخابات المقبلة موافقة الحكومة الإقليمية في ولاية أتراخند على قرار يقضي بتنفيذ القانون المدني الموحد الذي يعارض الدين الإسلامي، لأن هذا القانون المقترح لا يسمح السكان بالعمل بتعاليم دياناتهم، وبهذا القرار يريد حزب “بي جى بي” الحاكم أن يظهر أمام الهندوس كمنقذ لهم .
يُخشى أن هذه القرارات والخطوات الحكومية تفسد جوّ الأمن والمحبة والوئام وتثير العداء والكراهية للمسلمين، وتكسب تأييد الهندوس وأصواتهم في الانتخابات مع أن سكان البلد يعانون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وغياب فرص الوظائف والأعمال، ولكن التعصب القومي قد أعمى عيونهم،فيسعون لتضييق خناق الحياة على المسلمين، ولذلك يُخشى أن تندلع اضطرابات طائفية في البلد بعد الاحتفاء بمعبد راما بأيودهيا،وبدء العبادة الوثنية في قبو مسجد كيان وابي ببنارس، وهدم عدد من الأماكن الدينية للأقليات وخاصة مسجد أثري في دلهي، فقد اندلعت عقب هدم مدرسة ومسجد في “هلدواني” بمديرية “نيني تال” في أتراخند،اشتباكات عنف بين رجال الشرطة والسكان المحليين أدت إلى إصابة عدد منهم بجروح وإحراق سيارات.