بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان!
4 فبراير, 2023من وحي الصيام
2 أبريل, 2023سرّ هذه الآية إلى يوم الدين!
(سعيد الأعظمي الندوي)
خرجنا ذات يوم إلى السوق الكبيرة التي تحتوي على جميع الأدوات والآلات وأنواع من المطاعم والمشارب،وكان موقفنا على أوسع متجر من الأغراض والحاجيات التي يحتاج إليها الناس في جميع الأحوال المرضية وغيرها، ولكننا لم نظفر بإرواء ما كنا نحتاج من العلوم والآداب الإنسانية التي لا يستغني عنها الإنسان الذي خُلق في أحسن تقويم، رغم أن حاجيات يستغلها المرء في شئون عامة تتوزع بين الإنسان والحيران، وبين الأمي والمثقف، وبين الجاهل والعالم.
ورغم أنا كنا بأمس حاجة إلى متاع ينفعنا في الدنيا والآخرة، ويبعث الروح الطازجة من غير قياس بين الشيخ والشباب، وبين الغني والفقير، ويكون ذات توازن بين الطائفتين من الناس، وقد بذلنا جهودنا للحصول على ما كنا نبحث عنه، فإذا بكتاب عظيم خالد كان قد أوحى الله سبحانه بذلك الكتاب أن خاتم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وسماه الله تعالى بالكتاب الذي لا ريب فيه، إنما هو منزل من السماء العليا، وباللغة العربية الخالصة التي هي لغة الله وحده، وليس للإنسان مهما كان من كبار علماء الأرض،أي سهم من حرف أو كلمة وجيزة في بناء ذلك الكتاب العظيم وإعجازه وكبريائه وعلوّ مكانته، إنما هو كتاب الله الأخير الذي نزله على خاتم النبيين فكان أساس الدين الأخير القائم إلى يوم الدين وكان معجزة رب العالمين التي أكرم بها نبينا العظيم الذي لا يأتي بعده كتاب ولا يُرسل إلى العالم رسول.
ومن ثم كان الإسلام معجزة كبيرة أكرم بها رسولنا العظيم وكان القرآن أمتن أساس للدنيا والآخرة، لا يستغني عنهما أي إنسان قام على هذا الأساس المتين الذي كل حجر من أساسه وكل علو من عليائه لم يتم إلا في إشراف الخالق العظيم، العليم بكل ما في الأرض والسماء، وما تحت الأرض وفوق السماء.
وقد اختار الله لمعرفة هذا السر العظيم أمة الإسلام التي أخرجها الله تعالى للإشراف على هذه النعمة والانتفاع منها إلى يوم القيامة التي تكون فيها نهاية العالم بجميع ما يحتوي عليه من الجن والإنس، ومراكز العلم والعبادة.
وذلك من دراسة الكتاب السماوي الأخير الذي أنزله الله سبحانه على نبيه الأخير خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، وبذلك وحده يستطيع الإنسان أن يدرك سر هذا الكون ويطلع على الدين الأخير الذي يحتوي على جميع ما يحتاج إليه الإنسان للحصول على حسنات الدنيا والآخرة، ويطلع من سور هذا الكتاب وآياته وكلماته وحروفه كلمة يبني بها حياة سعيدة مطلوبة من الله تعالى ويستطيع أن يحضر في الآخرة بتلك الحياة الإسلامية التي أنزل الله سبحانه جميع تفاصيلها على نبيه العيظم خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وذلك هو الدين القيم الذي لا يعرف حقيقته وأهميته كثير من الناس فيحرمون السعادة الحقيقية التي أرادها الله لعباده الصالحين وأكرمهم بالجنات والنعيم في الحياة الآخرة.
ربنا آتنا في الدين حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.