لنبدأ صفحة جديدة…..

ادعاء الغرب بحرية المرأة بين الحقيقة والدعاية
5 مارس, 2023
ولكنه بنيان قوم تهدَّما
14 مايو, 2023

لنبدأ صفحة جديدة…..

جعفر مسعود الحسني الندوي

سيطلع علينا شهر رمضان المبارك بهلاله وإشراقاته، ويظلنا برحماته وبركاته، ويغشانا بخيراته ونعمائه، ولا يسفيد منها إلا من يُعِدُّ نفسه لاستقباله، ويفرح بقدومه ويستبشر بمجيئه، ويعتبره ضيفًا مكرمًا، لا يزوره إلا مرة في سنة، ولا يزوره ليكلفه أويتعبه أو يزعجه، وإنما يأتي ليعطيه ما لم يتصوره، ويمنحه ما لم يخطر بباله، وينعم عليه بما لم يكن بحسبانه

إن شهر رمضان المبارك الذي يدخل علينا كضيف، يقضي معنا أيامًا، يوزع علينا الأفراح، ويمطر علينا البركات، ويبارك لنا في الأرزاق، ويهيئ لنا جوًّا كنا نحلم به منذ أحد عشر شهرًا، ولن يراه أحد منا بعد ما عاد وانصرف إلا من مد الله في عمره، ولا نعرف من هو ذلك المحظوظ المجدود الذي يستقبله في السنة القادمة، ويجني ثماره.

اختص الله عزّ وجلّ شهر رمضان بالكرامة، وأودع فيه من الخصائص ما لم يودعه في غيره من الشهور، تغفر فيه الذنوب، وتضاعف فيه الأجور، وتفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، ويعتق فيه العصاة والطغاة بفضل هذا الشهر من النيران، ومما يوصف به هذا الشهر أن أوله يوجب الرحمة، وأوسطه يوجب المغفرة، وآخره يوجب العتق من النيران، ولذلك نرى أصجاب النبي صلى الله عليه وسلم يبشر بعضهم بعضًا، بقدوم هذا الشهر المبارك، قائلين : أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة، هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم.

فمن أدرك هذه الليلة وقضاها في العبادة والطاعة، والتوبة والإنابة، فقد قضى ما يزيد على ثمانين عامًا في العبادة والطاعة، ولذلك أمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم على دعاء جبريل عليه السلام على كل من أدرك رمضان في حياته، ولم يغفر له، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ارتقى النبي صل الله عليه وسلم على المنبر  درجة فقال : آمين ، ثم ارتقى الثانية فقال : آمين، ثم ارتقى الثالثة فقال : آمين، ثم استوى، فجلس، فقال أصحابه : على ما أمَّنت ؟. قال : أتاني جبريل، فقال : رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فقلت آمين،فقال : رغم أنف امرئ أدرك أبويه، فلم يدخل الجنة ، فقلت : آمين، فقال : رغم أنف امرئ أدرك رمضان، فلم يغفر له فقلت، آمين”.

فلابد لكل من أدرك هذا الشهر، أن يتوب إلى الله ويستغفره، ويتعهد به ويجتهد في الطاعة، ويكثر من العبادة والتلاوة، ويقضي أيامه ولياليه وفق ما أمره الله به، وطبقًا لما سنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغفر له الذنوب، ويعتق من النيران، ويدخل الجنة، وقد قال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، لما علموه من فضل هذا الشهر، يدعون الله عز وجل ستة أشهر قبله، أن يبلغهم هذا الشهر، ويدعونه ستة أشهر يعده أن يتقبل منهم، فهو فرصة ذهبية لنبدأ فيها صفحة جديدة من حياتنا صفحة مشرقة لامعة تخلو من النكت السوداء ولا توجد فيها إلا النكت البضاء!!.  

×